تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

ثمن رفع العقوبات

موقف غريب وإن كان غير مفاجئ، ذلك الذى أعلنه الرئيس ترامب عقب مقابلته الرئيس السورى أحمد الشرع الذى كان قبل سقوط نظام بشار الأسد أحد قيادات جماعات الإرهاب التى كانت الولايات المتحدة تدعى أنها تحاربها، فقد إمتدح ترامب الشرع الذى ظل لسنوات قبل وصوله للحكم موضوعا على قائمة الإرهاب الأمريكية، وأعلن أنه سيرفع العقوبات المفروضة على سوريا والتى كانت تحول دون قيام أى من جهات الاستثمار بالعمل فى سوريا وإلا تعرضت لعقوبات تؤثر على مصالحها الدولية، فما الذى أدى إلى هذا التغير من النقيض إلى النقيض؟ صحيح أن الشرع منذ وصل إلى السلطة بطريقة مازالت غامضة لم تتكشف تفاصيلها حتى الآن، وهو يتحدث عن الديمقراطية، ويعد بالحرية لجميع فصائل المجتمع السوري، لكن هل يكفى مثل هذا الحديث الشفهى لتغيير سياسات الغرب تجاهه؟ الواقع يقول إن التصفيات الجسدية تمارس الآن فى سوريا ضد بعض الفصائل بادعاء انتمائها للنظام القديم، وحديث المسئولين السوريين فى الداخل عن المرأة مثلا لا يختلف كثيرا عن حديثهم وقت كانوا أعضاء فى المنظمات الإرهابية، لكن الواقع يشير أيضا لمتغيرات أخرى يبدو أنها كانت هى الدافع وراء الترحيب الذى يلقاه الشرع من الأمريكان الآن، وأهمها فتح نظام الحكم الجديد الحدود أمام الوجود العسكرى الإسرائيلى الذى أصبح يحتل الآن مناطق جديدة من الأراضى السورية باعتبارها مناطق إستراتيجية قام بضمها لهضبة الجولان المحتلة وأعلن أنه لن ينسحب منها، وذلك دون أن يصدر عن النظام كلمة واحدة تفيد إعتراضه أو عدم قبوله لهذا الاحتلال أو على الأقل عدم اعترافه به، بل تطوع الشرع بالتصريح فى أحاديثه للإعلام الغربى بأنه لن يناصب إسرائيل العداء، لذا لم يكن مستغربا أن يدعو ترامب الشرع عند مقابلته فى السعودية للانضمام لما يسمى بالاتفاق الإبراهيمى الذى شهدنا بعض الدول تهرول للانضمام إليه معترفة بالكيان الصهيونى المحتل الذى تلطخ أياديه دماء النساء والأطفال فى غزة، ويبدو أن قبول الشرع مثل هذا الوضع فى ظل احتلال إسرائيل لبلاده كان هو المطلوب لحصوله على الرضا الأمريكى السامي.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية