تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

هو تطور مهم ذلك الذى حدث فى الولايات المتحدة، حيث تصاعد الرأى العام الرافض للحرب الوحشية التى تشنها إسرائيل على الفلسطينيين والمطالب بوقف إطلاق النار، فوصل إلى النقابات العمالية، وأعلنت أربع من أهم النقابات العمالية رفضها الحرب وطالبت بالوقف الفورى لإطلاق النار، وهذه النقابات هى نقابة العاملين فى صناعة السيارات، ونقابة عمال البريد، ونقابة الممرضين، ونقابة عمال الكهرباء، فبعد أن كان رفض الحرب هو رد فعل عفوى دفع الناس للخروج فى المظاهرات التى شاهدناها فى نيويورك وواشنطن وغيرهما من المدن الأمريكية، وجدنا الآن النقابات تصدر البيانات الرسمية التى تعبر عن جموع أعضائها التى تصل فى بعض الأحيان إلى مئات الآلاف، وهذا يعنى أن رفض حرب الإبادة فى غزة بدأ يتأصل فى المجتمع الأمريكى ولم يعد هبة وقتية سرعان ما تخمد، وهو ما يظهر هوة الخلاف بين الموقف الأمريكى الرسمى وقطاعات من الرأى العام، يؤكد هذا التطور أنها آخذة فى الاتساع من ناحية وأنها بدأت تتأصل فى المجتمع من ناحية أخرى، ويزيد من أهمية هذا التطور أن اتجاهات الرأى العام هى من أهم العناصر المؤثرة على العملية الانتخابية بجميع مستوياتها سواء الانتخابات النيابية أو الرئاسية التى باتت على الأبواب، والتى لو أجريت اليوم لربما أسقطت جميع النواب الحاليين ولأسقطت الرئيس بايدن نفسه، ففى استطلاع أخير للرأى أشرت له فى مقال سابق، أنه فى الوقت الذى لم يطالب ٩٩٪ من النواب الأمريكيين بوقف إطلاق النار فى غزة فإن ٧٠٪ ممن تم استطلاع رأيهم من جميع فئات المجتمع طالبوا بالوقف الفورى لإطلاق النار، وهذا الانشقاق بين المؤسسات السياسية الحاكمة وبين مختلف فئات الرأى العام يعتبر علامة خطر فى أى انتخابات قادمة، أما الغريب فى الأمر فهو أنه رغم اتفاق المحللين على أن موقف النقابات العمالية من الحرب فى غزة يعتبر تطورا خطيرا فإن المؤسسات الصحفية الكبرى لم تشر إلى هذا الخبر من قريب أو بعيد، وقد بحثت عنه بنفسى عن طريق محرك البحث الخاص بالنيويورك تايمز فوجدت أن الجريدة، وهى الأكبر فى الولايات المتحدة، لم تنشره! ثم يحدثوننا عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان!!!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية