تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تحية لهند وأسامة
هما قامتان كبيرتان فى حياتنا الفكرية والفنية: الفنانة المثقفة هند صبرى والباحث والكاتب الكبير الدكتور أسامة الغزالى حرب، اللذان تلاقى فكرهما هذا الأسبوع دون أن يتواصلا فأقدم كل منهما على مراجعة مواقفه فى شجاعة نادرة لا تصدر إلا عن ضمير حى لعقل ناضج وشخصية واثقة.
فقد كانت الفنانة اللامعة هند صبرى طوال الـ ١٣ عاما الماضية سفيرة للنوايا الحسنة فى برنامج الغذاء العالمى التابع للأمم المتحدة، لكنها استقالت احتجاجا على استخدام التجويع كسلاح سياسى،
وإذا كان برنامج الغذاء العالمى يهدف لتوفير الغذاء ومحاربة المجاعة، وسوء التغذية التى يعانى منها ٤٥٪ من أطفال العالم، فإن ما يحدث فى غزة منذ أكثر من شهر ونصف الشهر بلا توقف وبلا تدخل فعال من القوى الدولية إنما يضرب كل الأعمال الخيرة التى يقوم بها برنامج الغذاء فى العالم،
وقد أوضحت هند أنها شعرت بالعجز تجاه الأطفال والأمهات والآباء فى غزة، معبرة عن خيبتها من عدم تمكين البرنامج من تقديم المساعدة لأطفال غزة الذين قتل منهم أكثر من 6000 طفل حتى الآن، وقالت إنها حاولت بكل قوة إيصال صوتها وزملائها للضغط من أجل وقف النزاع دون جدوى..
وقبل إعلان هند بأيام قليلة خصص الدكتور أسامة الغزالى حرب عموده اليومى بالأهرام للإعلام عن موقف شجاع اتخذه بعد أن أكدت حرب الإبادة الوحشية التى تشنها إسرائيل فى غزة طبيعة النوايا العدوانية لدولة الاحتلال العنصرية، وكان الدكتور أسامة قد أعلن بنفس القدر من الشجاعة إيمانه بعد انتصار أكتوبر بإمكانية تحقيق السلام والتعايش مع إسرائيل التى قام بزيارتها متحملا الهجوم الذى تعرض له نتيجة لذلك،
لكنه كتب منذ أيام يقول: إننى اليوم وقد تابعت بغضب وسخط وألم الفظائع التى ترتكب فى غزة أعتذر عن حسن ظنى بالإسرائيليين، الذين كشفوا عن روح عنصرية إجرامية بغيضة، أعتذر لشهداء غزة، ولكل طفل وامرأة ورجل فلسطينى، ثم كرر: إنى أعتذر!
كل التحية وعظيم التقدير للدكتور أسامة وللفنانة هند، فالوجدان العربى الحر والروح الأبية إنما تقوم على أمثالكما من الضمائر الوطنية الأصيلة التى تشكل القدوة الحقة لأجيال المستقبل فى الوطن العربى كله.
msalmawy@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية