تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تجربة فنية جريئة
هو معرض تشكيلى غير مسبوق، ذلك الذى أقامته الفنانة الكبيرة أستاذة الفن التشكيلى بكلية الفنون الجميلة الدكتورة علية عبد الهادى، معرض لم تستخدم فى لوحاته فرشاتها ولا ألوانها، بل استخدمت الكمبيوتر، أقوى آلات عصرنا الحديث والتى يتوقع البعض أن تكون سيدة المستقبل فتحل محل الإنسان فى كل أنشطته العملية والذهنية، لكن ماذا عن الفن؟ هل يمكن أن يكون هناك فن لم يبدعه الوجدان الإنسانى؟ هل يمكن أن يكون هناك فن لا يعكس أدق خلجات الأحاسيس والمشاعر الإنسانية؟ هل يمكن أن يأتى الفن نتاجا لأوامر أصدرها الفنان للكمبيوتر؟ وكيف يكون شكل هذا الفن؟ وهل يحرك مشاعرنا؟ تلك هى الأسئلة التى حاولت أن تطرحها لأول مرة الدكتورة علية فى معرضها من خلال التجربة العملية، فقد أصدرت أوامرها للكمبيوتر بأن يشكل لها لوحة حددت له مواصفاتها بدلا من أن تقوم برسمها بنفسها، فقدم لها الكمبيوتر اللوحة المطلوبة مستخدما الأشكال والألوان التى اختزنها مما مر عليه من أعمال فنية سابقة، وكانت النتيجة مبهرة، وتصورت أنها يمكن أن تدفعنا إلى اللحاق بالجدل المثار الآن فى العالم من حولنا حول مستقبل الفن فى عالم الروبوت، لكنى بمراجعة القليل الذى كتب حول المعرض لم أجد مثل هذا النقاش الذى كان على أساتذة الفنون أن يوجهوا طلبتهم إلى الخوض فيه بدلا من هذا الهجوم الساذج الذى تركز على مهاجمة صاحبة المعرض, لأن ما عرضته ليس من إبداعها، وإنما هو من مخزون إبداعات سابقة لفنانين آخرين استدعاها الكمبيوتر تنفيذا للأوامر التى تلقاها، وهكذا بدلا من التعامل مع المعرض باعتباره تجربة جديدة تستوجب الدراسة وتفتح مجالا للنقاش، تعامل البعض مع المعرض باعتباره منقولا من أعمال آخرين، وكأن لا فرق هناك بين الأستاذة الكبيرة التى اختارت مشكورة أن تقدم لنا هذه التجربة المهمة، وأى فنانة مبتدئة نقلت لوحاتها من أعمال من سبقوها، فضاعت فرصة هائلة لفتح مجال جديد للنقاش كان يمكن أن يعلم طلبة الفن من الأجيال الجديدة التفكير خارج الصندوق، وكيفية كسر القوالب الفنية البالية التى تخنق الحركة الفنية عندنا وتكاد تسحقها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية