تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

فوجئ الرأى العام فى مصر وفى الخارج بالإعلان الذى صدر فجأة عن وزارة السياحة والآثار حول اعتزام الوزارة إعادة كساء هرم منكاورع بالجرانيت الأحمر الذى يعتقد البعض أنه كان يغطى جوانبه، بينما يشك البعض الآخر فى ذلك، خاصة أن هناك دلائل مؤكدة على أن كساء الهرمين الآخرين الموجودين إلى جواره، وهما هرما خوفو وخفرع، كان من الحجر الجيرى الأبيض وليس من الجرانيت الأحمر، فهناك مدرستان متعارضتان فى الترميم، إحداهما ترى بإعادة الأثر إلى حالته الأصلية التى كان عليها عند بنائه، وقد شاهدنا منذ سنوات كيف أعاد الأثريون إلى المسلة المصرية التى تزين ميدان الكونكورد فى قلب باريس، الهريم pyramidon أى الهرم الذهبى الصغير الذى كان يعلوها، أما المدرسة الأخرى فترى بترك الأثر على الحالة التى وجد عليها وأن يكون الهدف من الترميم هو صيانة الأثر وحمايته من التداعى أو الانهيار، ولأن هناك من علماء المصريات من يؤكدون أن هرم منكاورع كانت كسوته من الحجر الجيرى مثل الهرمين الآخرين حتى يعكس بلونه الأبيض ضوء الشمس الساطعة رمزا لإشعاع الفرعون من العالم الآخر، فقد أثار المشروع حفيظة الكثيرين الذين أصبحوا يشيرون إليه بتعبير «تبليط الهرم»، ولقد أعلنت الوزارة أنها ستعقد مؤتمرا صحفيا عالميا تعرض فيه على الرأى العام المحلى والدولى تفاصيل ما سمته «مشروع القرن وهدية مصر للعالم» (!!!) ألم يكن من الأجدى بالوزارة أن تعقد بدلا من ذلك مؤتمرا علميا يشارك فيه علماء مصريون وأجانب مع خبراء من اليونسكو، لوضع هذا المشروع على مائدة البحث العلمى الجاد، وأن يسمح للرأى العام بمتابعة مداولات المؤتمر؟ إن المواطنين هم الملاك الحقيقيون لهذه الآثار، ويجب ألا يتم تغييبهم عن عملية اتخاذ القرار، أما الوزارة فيجب أن تنحصر مهمتها فى الحفاظ على الآثار وإدارتها، لا أن تتصرف فيها بمنطق: هرمى وأنا حرة فيه، أبلطه وأكسيه! إن مثل هذه المشروعات يا سادة تتطلب قدرا من التريث ومزيدا من الدراسة، لأنه إذا تم تنفيذها فلا مجال للعودة عما تم تنفيذه إلا بهدم ما بنيناه فوق الأثر، فهل هذا معقول؟!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية