تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تاريخ عظيم!
للدكتور لويس عوض قول سمعته منه شخصيا بأن الصحافة المصرية خرجت كلها من رحم جريدة الوقائع المصرية التى تنشر القوانين التى تصدرها الدولة.
ومن يعود لتاريخ الوقائع خلال ما يقرب من مائتى عام منذ صدور عددها الأول عام ١٨٢٨، لابد أن يقف بالتقدير للدور الذى قامت به فى محاولة التحرر من سيطرة الحكم والانطلاق إلى الأفق الصحفى بمعناه المعروف، صحيح أن محمد على أصدرها كصحيفة رسمية للدولة المصرية، لكن مجرد صدورها بما كانت تحويه من أخبار الوالى وأوامره، خلق ثقافة جديدة فى البلاد حيث صار قراؤها يتابعون أمور الدولة فأصبح شأن الدولة شأنا عاما، وقد شهدت الوقائع طفرة مهمة عام ١٨٤١حين بدأت تنشر الأخبار المحلية والدولية، مثل ترقيات الموظفين وإقالتهم،
والأحكام التى تصدر فى القضايا، كما كانت تنشر كل ١٥ يوما أسعار الغلال واللحم والسمن والعسل حتى لا يتلاعب بها التجار، وجاءت الطفرة التالية حين أصبح رفاعة رافع الطهطاوى رئيسا للجريدة، وكانت المقالة التى كتبها فى العدد ٦٢٣علامة فارقة، حيث كانت مقالة رأى سياسى تناول فيها نظم الحكم من ديمقراطية واستبدادية، وتدبير شئون الدولة مبينا أهمية دور الصحافة فى حياة الأمة وفى فهم الأوضاع الداخلية والخارجية،
وفى العدد ٦٣٣ نشرت أول قصيدة مصرية وكانت لمحمد شهاب الدين مصحح مطبعة بولاق، كما بدأت الجريدة نشر نعى لبعض الشخصيات الكبيرة، ولذا تعرضت الوقائع لبعض الأزمات التى تسببت فى إغلاقها فى بداية عصر الخديو إسماعيل، ثم عادت للظهور بشكل متطور عام ١٨٦٥ فتوسعت فى نشر الأخبار الداخلية والموضوعات الأدبية، وترجمة ما ينشره الأجانب عن مصر،
وأصبح لها مقر مستقل كانت تتلقى فيه الإعلانات، وكانت تغطيتها لافتتاح قناة السويس عام ١٨٦٩ مميزة حتى أصبحت مرجعا مهما لهذا الحدث،
وفى عام ١٨٨٠ أصبح الشيخ محمد عبده رئيسا للوقائع، وصارت تصدر يوميا ما عدا يوم الجمعة، ومارست دورا مهما فى نقد الدولة والمصالح الحكومية، وكان من بين محرريها سعد زغلول وإبراهيم الهلباوى، فياليتنا نقتدى بهذا التاريخ العظيم.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية