لا شك فى أن انقطاع التيار الكهربائى شىء مزعج للغاية، فحياتنا كلها معتمدة على الكهرباء، من أجهزة التكييف إلى المراوح والثلاجات والإضاءة وأجهزة التليفزيون والمصاعد وغيرها من مختلف الأنشطة التى تعتمد اعتمادا كليا على الطاقة الكهربائية، لكن هناك من الأشياء ما يفرض عينا فرضا ولا نملك إزاءه إلا القبول بالقضاء والقدر.. خاصة ونحن لا ننفرد دون غيرنا بهذا الوضع!

فالموجة الحارة التى تجتاح العالم الآن تسببت فى نفس الأزمة فى دول أخرى رغم كونها دولا متقدمة، وقد نشرت الواشنطن بوست أن الحرارة القياسية فى تكساس ترهق شبكة الكهرباء وتتسبب فى انقطاع التيار الكهربائى عن عدة أحياء، وجاء فى النيويورك تايمز أن ارتفاع درجات الحرارة فى الصين تسبب فى الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى،

وبمطالعة ما يتم تداوله على الإنترنت من عناوين أخرى للصحف العالمية نجد مزيدا من ذلك: انقطاع الكهرباء فى باريس يغرق أحياء كاملة بعاصمة النور فى ظلام دامس، أزمة الطاقة قد تجبر بريطانيا على قطع التيار الكهربائى ٣ ساعات يوميا، انقطاع متكرر للكهرباء فى جميع المدن الإيطالية بسبب موجة الحر العالمية، الحكومة الفرنسية تحذر من سيناريو «ساعات بلا كهرباء»، موجة الحر تودى بحياة ١٢ شخصا وتعصف بشبكة الطاقة بعدة ولايات أمريكية، انقطاع الكهرباء سيصل إلى ٨ ساعات فى إسطنبول،

وإذا كان مثل هذا الانقطاع المتكرر يزعجنا بهذا الشكل فما بالنا بمن عاشوا بلا كهرباء أياما متواصلة، وفى بعض الأحيان أسابيع وشهورا؟ أتحدث عن غزة وتعمد القوات الإسرائيلية قصف محطات الكهرباء فى كل مرة تشن فيها حربا على غزة،
وأتحدث عن العراق وقت الغزو الأمريكى وضرب محطات توليد الكهرباء، وأتحدث عن السودان حيث غرقت الخرطوم منذ أسابيع قليلة فى الظلام وانقطعت التليفونات،
وأتحدث عن سوريا واليمن ولبنان، ثم ما بالنا بمن تندلع عندهم النيران الكبرى التى يصعب السيطرة عليها مثل كندا واليونان؟

إن أكثر ما يزعج فى انقطاع الكهرباء هو عنصر المباغتة بحيث نفاجأ بالانقطاع ونحن على غير استعداد، لذلك حسنا فعلت وزارة الكهرباء بالجدول الذى أعلنته بما يسمح لنا بالاستعداد للبلاء قبل وقوعه.

msalmawy@gmail.com