تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

انتخابات استثنائية

انتخابات الرئاسة المصرية التى تبدأ غدا ليست كسابقاتها، فهى تجيء فى ظرف استثنائى تواجه فيه البلاد خطرا داهما تضمره إسرائيل التى تشن حاليا حربا دموية شرسة فى الأرض الملاصقة لحدودنا الشرقية، تلك الحدود التى شهدت منذ فجر التاريخ غزوات الأعداء من هكسوس ما قبل الميلاد إلى صهاينة العصر الحديث، كما شهدت أيضا انتصاراتنا التاريخية عليهم، فإذا كان الهدف المعلن لدولة الاحتلال الصهيونية من حربها الحالية هو القضاء على حماس فإن استهدافها الأكبر هو لمصر أكبر الدول العربية، ومكمن الخطر الحقيقى التى تقف بالمرصاد لسياستها التوسعية، ولمحاولاتها المتكررة منذ عام ١٩٤٨ طرد الشعب الفلسطينى من بلاده طمعا فى أرضه ومزارعه وممتلكاته، إن عملية التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة الفلسطينية إلى سيناء المصرية هو محاولة مفضوحة لإشراك مصر فى عملية تصفية تاريخية للقضية الفلسطينية، لكنها فى نفس الوقت تستهدف استقطاع جزء غال من أرض الوطن فى سيناء طالما سالت عليه دماء الشهداء، مما يمثل انتقاصا من التراب المصرى الذى تضمر له إسرائيل العداء، ذلك التراب الغالى الذى وارى شهداء الوطن من المحاربين المصريين فى مقابر جماعية حفرتها دولة الاحتلال خلال حرب يونيو ١٩٦٧ ولم نحاسبها عليها، وما هذا التهجير المزعوم إلا مشروع واحد مما تحيكه إسرائيل فى الخفاء ضد مصر، يضاف له مشروع قناة بن جوريون التى تستهدف القضاء على أهمية قناة السويس، ومشروع السكة الحديد الموازية لقناة بن جوريون وغيرها، وإذا كان مشروع التهجير قد تم وأده فى نفس اللحظة التى أعلنته الحكومة الإسرائيلية فذلك بفضل الموقف المصرى الصلب الذى بادر بكل حزم برفض الموضوع من بدايته، حتى عدلت عنه الدول الغربية التى حاولت بلا جدوى إقناعنا به، وإن كانت إسرائيل تعمل على الأرض لتنفيذه. إننا نواجه حربا خطيرة تدق طبولها من بعيد، رصاصها هو المؤامرات التى تستهدف ضرب مصر ونهش لحمها والنيل من قوتها، وهو ما يحتم علينا التكاتف والاصطفاف والوقوف وقفة رجل واحد فى مواجهة ذلك الخطر المصيرى، وإذا كانت الانتخابات تمثل فى الظروف العادية إلتزاما سياسيا فإنها فى هذا الظرف الاستثنائى تمثل واجبا وطنيا.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية