تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الهوية الوطنية

استهلت لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطنى عملها بجلستين لبحث موضوع غاية فى الأهمية هو الهوية الوطنية.

وقد تحدث الكثيرون عن تلك الهوية ومكوناتها وكيفية استعادتها بعد ما تعرضت له من هجمات على مدى العقود الماضية، على أن الهوية الوطنية وإن كانت متطورة إلا أنها فى حقيقة الأمر ثابتة كالصخر ولا تتغير ولا تسقط بفعل فاعل، وإنما ما قد يتغير أو يصاب بالعطب أو التشوه هو وعينا بتلك الهوية!

وعدم وعى المواطن الذى أفرزه مجتمع التعليم المتخلف والمؤثرات الدينية المنحرفة لا يعنى عدم وجود تلك الهوية، فهذا المواطن يتمتع بهوية وطنية عريقة صنعها تاريخه الممتد عبر القرون، وتدينه الطبيعى، ونزعاته الفطرية للتسامح والتكافل وحب الجمال، وغيرها من المكونات التى لا يمكن تجاهلها والتى شكلت الشخصية المصرية التى تختلف بدورها عن شخصية المواطن الألمانى أو الصينى أو النيجيرى، فهى نتاج امتداد تاريخى عريق ومتواصل رغم تقسيماته التعسفية التى صدرها لنا الفكر الغربى فاصلا ما بين المراحل الفرعونية واليونانية الرومانية والقبطية والعربية والعثمانية والحديثة، وتلك التقسيمات قد تصلح كأداة للتحليل السياسى، لكن حديثنا عن الهوية الوطنية هو حديث عن الوجدان الجمعى للشعب المصرى، وعن المعتقدات الراسخة فى نفوس أبنائه، والخصائص الشخصية المتوارثة من الأجداد، وتلك تتطور بلا شك لكنها لا تتغير أو تتبدل لمجرد أن البطالمة اليونانيين تولوا الحكم، أو لأن بونابرت غزا البلاد، بل قد يكون العكس هو الصحيح حيث كان فى أحيان كثيرة الحكم الوافد هو الذى يتأثر بالهوية المصرية، كما شاهدنا مع البطالمة أنفسهم الذين ارتدوا اللباس الفرعونى للمصريين وعبدوا آلهتهم وتحدثوا لغتهم، وكما شاهدنا مع الحملة الفرنسية التى غزا من خلالها التأثير المصرى كل مناحى الحياة فى فرنسا من الفكر إلى الفن،

وبحثنا اليوم عن الهوية الوطنية المصرية هو بحث فى النفوس عما هو قائم ومتوارث لكن وعينا به تشوش من جراء الهجمات الواهية التى تصورت أن بإمكانها محو تلك الهوية،

أى أن المطلوب هو وضع برنامج عملى محدد لتنمية وعى المواطن بالهوية الوطنية التى يحملها بداخله دون أن يدرى، فالهوية تقصد ولا تصنع.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية