تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
النموذج الصينى
هل صحيح أن على الحكومات دائما أن تنفتح على الرأى العام المحلى والدولى شارحة سياساتها لتصبح معروفة للعامة ومقبولة أيضا؟ هذا ما دأبنا على المطالبة به، فالدول لا تعمل فى فراغ والتفاعل اليومى المستمر مع الرأى العام جزء أساسى من العمل السياسى، وإلا ظل الرأى بعيدا عن سياسات الحكومة يفاجأ بنتائجها بين الحين والحين، ولما كان كل مجهول مكروها فنتيجة ذلك أن يفقد الرأى العام ثقته فى الحكومة وسرعان ما يتحول إلى ناقد لسياساتها التى لا يعرفها ولا يفهمها، أتصور أن تلك من الأمور البديهية التى يكاد يجمع عليها أصحاب الرأى فى العالم، أو هكذا كان الحال إلى أن فاجأنا النموذج الصينى الذى استطاع أن يحقق ما لا يقل عن المعجزة متبعا الأسلوب المعاكس تماما للمتفق عليه، وذلك بالانغلاق على نفسه، والتركيز على تنفيذ برنامجه السياسى غير عابئ بالرأى العام العالمى الذى ظل طوال العقود القليلة الماضية لا يعرف ما يجرى فى الصين ومن ثم تحول إلى ناقد يصور الصين على أنها دولة دكتاتورية متخلفة عن التقدم الهائل الذى يمثله الغرب، سواء على المستوى الاقتصادى أو العلمى والتكنولوجى أو العسكرى، وركنا لسنوات إلى هذا التصور الذى صدره لنا الغرب والذى أراحنا من محاولة اختراق ستار الصمت الذى فرضته الصين على سياساتها، ثم فجأة انزاح الستار عن تقدم مذهل لم يكن أحد يتصوره، وبدأ الرأى العام العالمى يتعرف على إنجازات فى مختلف المجالات تخطت بها الصين الكثير من مظاهر التقدم الغربى، من الاقتصاد إلى التكنولوجيا والبنية التحتية، فشهدت قفزة صناعية هائلة، وأصبحت رائدة فى مجال التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعى والتقنيات الخضراء، مع التركيز على تنويع الإنتاج وتوسيع الشبكات الرقمية والبحثية، وغزت الأسواق العالمية، وصارت منافسا قويا للولايات المتحدة جعل الرئيس ترامب يفرض رسوما هائلة وغير مسبوقة على منتجاتها التى غزت السوق الأمريكية بل وأسواق العالم، حماية للمنتجات المحلية العاجزة عن منافسة مثيلتها الصينية، وهذا النموذج الصينى ليس بعيدا عن بعض ما نراه حولنا، فهل يؤتى الثمار التى حققها فى الصين؟
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية