تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
المقاطعة والاستغناء
مع دخول حرب الإبادة الوحشية التى تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى غزة أسبوعها العاشر تواصل الجماهير فى مختلف أنحاء العالم مقاطعتها لمنتجات الشركات التى تدعم تلك الحرب محققة نجاحات مؤكدة على مختلف الأصعدة، حيث تسبب عدم الإقبال على منتجات شركة ستاربكس للقهوة فى هبوط ملحوظ فى أسهمها بلغت نسبته ٦٪ وهو ما يساوى ١٢ مليار دولار، كما أغلقت شركة ماكدونالد بعض فروعها فى كندا وعدد من المدن الأوروبية، فى الوقت الذى تراجعت شركة بوما للمنتجات الرياضية رسميا عن رعايتها للمنتخب الإسرائيلى لكرة القدم، وحصدت حملة قاطعوا زارا على تيكتوك ما يقرب من ٢٠ مليون متابع، وفى مصر طورت العبقرية الشعبية مقاطعة المنتجات التى تدعم إسرائيل من المقاطعة إلى الاستغناء، فأصبح الشعار السائد هو أنا مستغنى بدلا من أنا مقاطع، فالمقاطعة تعنى حرمان النفس مما تعودت عليه، بينما الاستغناء يعنى أننا لم نعد بحاجة للمنتج من أساسه، والمقاطعة قد تكون لفترة محددة وتنتهى، بينما الاستغناء يحمل معنى الديمومة، وهكذا تتأصل حملة المقاطعة بتحولها من المقاطعة السلبية إلى الاستغناء الإيجابى، وتلك معان ابتدعتها بالفطرة عبقرية الشعب المصرى الذى يعرف بالسليقة الحق من الباطل، على أنه استرعى انتباهى فى حملة المقاطعة ذلك العدد الهائل من الشركات العالمية التى تدعم إسرائيل، فالمسألة لا تقتصر على كوكاكولا وماكدونالد وستاربكس وبيتزاهت، وإنما تتعلق بالمئات من الشركات العالمية التى يسيطر عليها رأس المال اليهودى وتقوم باقتطاع نسب ثابتة من مكاسبها يتم إرسالها لإسرائيل لتتحول إلى طائرات ودبابات وقنابل تقتل النساء والأطفال فى حرب الإبادة الوحشية التى نشهدها الآن، ولست أعرف دولة أخرى فى العالم تتلقى مثل هذه الإتاوات الثابتة من أموال شعوب العالم لتقوم بأعمالها الوحشية ضد الشعب الذى تحتل أرضه، لقد كشفت حملة المقاطعة تلك الشبكة العنكبوتية الهائلة التى تستنزف أموال الشعوب التى لا تعرف أين يذهب ثمن فنجان القهوة الذى تشربه، وفيما يتم توظيف ثمن الهامبورجر الذى تأكله، ومن هنا تأتى أهمية حملة المقاطعة - أو الاستغناء - التى كشفت تلك الحقائق، والتى تحقق كل يوم نجاحات جديدة فى مصر وفى الخارج.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية