تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
المخطط الإسرائيلى
هو مخطط كبير وليس مجرد هجمة عسكرية إسرائيلية على غزة ردا على ضربة يوم ٧ أكتوبر الفلسطينية الموجعة، والهدف منه هو تغيير المعالم الجغرافية والسكانية فى غزة وإعادة رسم الحدود الغربية الإسرائيلية، ولقد أقر وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت بذلك ضمنا حين أعلن صراحة إن غزة لن تعود لما كانت عليه، وقد اكتفى بهذا القول دون توضيح بسبب تعارض ذلك المخطط مع كل القوانين والأعراف الدولية الخاصة التى تلزم دولة الاحتلال بحماية المعالم الجغرافية والعمرانية والتراثية للأراضى التى تحتلها، وتشير تطورات الحرب الحالية فى غزة بوضوح إلى أن المخطط يسير فى اتجاه حصر سكان غزة فى الجنوب على الحدود المصرية وتحويل شمال غزة كله إلى منطقة عازلة لن يسمح للفلسطينيين بالعودة إليها، تحمى إسرائيل من أى هجمات قادمة من غزة، لهذا السبب طلبت إسرائيل من السكان الفلسطينيين إخلاء تلك الأراضى، ليس حماية لهم لأنها ستقوم بضربها كما ادعت، وإنما لتحويلها إلى منطقة عازلة خالية من السكان، فإذا كان غرض إسرائيل من إخلاء هذه المناطق هو حماية السكان، فلماذا ستقوم بضربها إذا كان السكان سيقومون بإخلائها؟ من أجل هذا تم استهداف مواقع غير عسكرية داخل هذه المناطق - مثل المستشفى المعمدانى - لأن تدميرها يضمن لإسرائيل عدم عودة السكان إليها، وأن يستمر حصرهم فى المنطقة الملاصقة للحدود المصرية، ووفق هذا المخطط الشيطانى فإن الكتلة السكانية التى تتكون من مليونين ونصف مليون فلسطينى والمحصورة فى تلك المنطقة الضيقة، ستشكل مع الوقت قوة ضغط هائلة ستؤدى لسقوط الحدود المصرية سواء أرادت مصر أو لم ترد، وهو ما سينتج عنه نقل التجمع السكانى الفلسطينى الذى كان يسكن غزة إلى داخل مصر وتفريغ منطقة جنوب غزة هى الأخرى من السكان، وهو ما سيزيد من مساحة المنطقة العازلة، على أن إسرائيل كالعادة لم تأخذ فى الاعتبار قوة المقاومة الفلسطينية التى لن تنصاع لمثل هذه الترتيبات التى من شأنها أن تصفى القضية الفلسطينية وتقضى على حلم الدولة، ولم تأخذ فى الاعتبار قوة مصر وقدرتها على إحباط هذا المخطط غير المقبول لا من الفلسطينيين ولا من المصريين.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية