تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
العسكرية البناءة
قدرات الجيوش الكبرى لا تظهر فقط فى ساحة القتال وإنما يمكن أن تظهر أيضا فى عمليات التصدى للكوارث الكبرى، حيث تكون المواجهة مع تقلبات الطبيعة التى يمكنها مثل الحروب أن تعصف بمجتمعات بأكملها، وقد ظهرت قدرات الجيش المصرى البناءة فى الكارثة الأخيرة التى ألمت بليبيا فى شكل إعصار دانيال المدمر، حيث لم تكتف بإرسال مواد الإغاثة وفرق الإنقاذ، وإنما أرسلت لأول مرة حاملة الطائرات العملاقة جمال عبد الناصر لتقوم بأولى مهامها الإغاثية منذ انضمت إلى القوات المصرية عام ٢٠١٦، وهى من طراز ميسترال ويبلغ طولها ١٩٩ مترا وعرضها ٣٣ مترا، ويمكنها الإبحار بسرعة ١٨٫٥ عقدة بمدى إبحار ٣٠ يوما أو ١٨ ألف كيلومتر والبقاء فى البحر ٧٠ يوما متصلة، وفى حالة عدم تحميلها طائرات يمكنها أن تحمل ٣٥ عربة، بالإضافة إلى ٥٥ عربة على سطحها العلوى، وهى تنفذ مهام متعددة منها العمل كمستشفى ميدانى بحرى تنتشر أقسامه على مساحة ٧٥٠ مترا مربعا ويضم غرفتى عمليات ومعمل أشعة وقسم لجراحة الأسنان، وميسترال هو اسم الريح الشمالية الغربية العاتية التى تجتاح فرنسا فى الشتاء من وادى نهر الرون وحتى البحر الأبيض المتوسط، وقد كتبت الباحثة الجزائرية الدكتورة منى عبد الرحمن تقول إن كارثة ليبيا كشفت عن القوة المرعبة للجيش المصرى، حيث شهدنا أكبر عملية إنقاذ تشهدها المنطقة فى تاريخها، وبإمكانيات ووسائل لا تملكها إلا القوى العظمى، وقالت إنه خلال بضع ساعات أخلت القوات المصرية جثامين جميع المصريين وسلمتها لأهاليهم فى مختلف المحافظات عبر جسر جوى يبدأ من القواعد العسكرية بمصر وينتهى فى ليبيا ونقلت المنكوبين الليبيين، فى الوقت الذى نزلت الشاحنات والآليات وعربات الإنقاذ والجرافات من حاملة الطائرات جمال عبدالناصر لتصل فى زمن قياسى إلى المناطق المنكوبة التى قيل إنه لا توجد معدات إنقاذ قادرة على الوصول إليها، هى عملية تمثل واحدة من أكبر وأعقد العمليات العسكرية التى لا تطلق فيها النيران، بل تصنع فيها الآلة العسكرية الحياة، وهى شاهدة على جهوزية القوات المسلحة المصرية بشكل لابد سيلفت نظر البعض ويجبرهم على دراسة العملية بكل دقة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية