تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

العجائب الأمريكية!

واقعة حدثت فى الولايات المتحدة قد تبدو غريبة إن حدثت فى أى دولة أخرى، لكنها تكررت أكثر من مرة فى أمريكا فى الآونة الأخيرة، فقد تم إلقاء القبض على الصحفى البريطانى سامى حمدى وهو معلق سياسى معروف من أصول تونسية، لأنه هاجم إسرائيل بسبب الحرب فى غزة خلال الجولة التى يقوم بها فى البلاد، والتى عقد خلالها عددا من اللقاءات وحفلات التوقيع لأحد كتبه، لكن عند وصوله إلى مطار سان فرانسيسكو تم اعتقاله وألغيت تأشيرة دخوله الولايات المتحدة، وتنبع غرابة الموقف من قيام السلطات الأمريكية باعتقال مواطن دولة ثانية لأنه انتقد دولة ثالثة، فالأمر لا يتعلق هنا بالدولة التى قامت بالاعتقال، وإنما بدولتين أجنبيتين، لكن ذلك ليس غريبا فى الولايات المتحدة، ففى الوقت الذى يسمح القانون للمواطن الأمريكى بانتقاد الحكومة الأمريكية، وأن يقاطع المنتجات الأمريكية إذا أراد دون أن يتعرض للمساءلة القانونية، فإن هناك قانونا يحظر مهاجمة إسرائيل ويجرم الدعوة لمقاطعتها وعدم شراء منتجاتها، وهذا القانون الذى يعتبر بمثابة قسم ولاء لإسرائيل التى هى دولة أجنبية، سار ومطبق حتى الآن فى 26 ولاية من الولايات الخمسين التى تشكل الاتحاد، وهو معروض على 13 ولاية أخرى لإقراره، مما يعنى أن هناك 11 ولاية فقط فى الولايات الأمريكية يمكن إنتقاد إسرائيل فيها، أو رفض حرب الإبادة التى تقودها من سنتين فى غزة، أو المطالبة بالحرية لفلسطين، دون اعتقال أو محاكمة، أو ترحيل خارج البلاد فى حالة الأجانب، وحادثة سامى حمدى على غرابتها ليست الأولى من نوعها، فقد يذكر البعض أنه تم فى شهر يونيو الماضى إلقاء القبض على الطالب ذى الأصول الفلسطينية محمود خليل بعد أن إقتحم البوليس مقر إقامته بجامعة كولومبيا دون أن يكون لديهم أمر قضائى بالقبض عليه، وإنما صدرت لهم الأوامر من وزارة الخارجية التى أعلنت أنها أنهت تأشيرة دخوله، ثم اتضح أنه لا يحمل تأشيرة دخول لأن لديه إقامة أمريكية، فقامت الوزارة بإلغاء تلك الإقامة وسط احتجاج الطلبة وانطلاق المظاهرات المطالبة بالإفراج عنه.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية