تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الشخصنة والشيطنة
دأب الغرب فى صراعاته السياسية على شخصنة الصراع ثم شيطنة شخص العدو، فخلال الحرب العالمية الأخيرة نجحت محاولاته فى شخصنة الصراع مع ألمانيا النازية، فأصبح العدو هو شخص هتلر الذى ساهم بسياساته الدموية فى إنجاح شيطنته،
وبعد الحرب حين أصبح العدو الجديد هو الاتحاد السوفيتى حدث الشيء نفسه مع ستالين، الذى أسهم هو الآخر بسياساته فى إنجاح السياسة الدعائية للغرب، ومثلما كان يقال إن هتلر قتل ٦ ملايين يهودى، أصبح يقال إن ستالين قتل ٦ ملايين من أبناء شعبه، ويبدو أن تلك السياسة الغربية البالية مازالت قائمة حتى اليوم،
وأحدث هدف لها هو الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، حيث نجح الغرب حتى الآن فى شخصنة صراعه الحالى مع روسيا الذى أصبح يتركز فى شخص بوتين نفسه، وجنبا إلى جنب مع هذا تسرى محاولات شيطنته، حيث تقوم آلة الدعاية الغربية بتصويره على أنه ديكتاتور مجنون لا يمكن التفاهم معه بالعقل والمنطق وينبغى سحقه بهزيمة منكرة،
ولست متأكدا حتى الآن إن كانت تلك السياسة نجحت هذه المرة أم لا، فإذا تابعت أجهزة الإعلام الغربية ستقول إنها نجحت بالتأكيد، لكنك تجد فى الوقت نفسه من العقول الراجحة فى الغرب من يناقض ذلك فلا ينظر لبوتين باعتباره شيطانا أهوج، بل يدعو للتعامل معه كعدو سياسى، وأهم هؤلاء كان السياسى الأمريكى المخضرم هنرى كيسنجر الذى قدم فى أحاديثه الأخيرة رؤية بديلة داعيا لضرورة كسب بوتين فى حرب الغرب المستترة مع الصين، وتلى كيسنجر كثيرون ممن انتقدوا سياسة الغرب تجاه روسيا، مثل مستشار ألمانيا السابق جيرهارد شرودر، ورئيس وزراء إيطاليا السابق جيوسبى كونتى، أما آخرهم فكان الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى الذى دعا منذ أيام أوروبا لعدم اتباع السياسة الأمريكية تجاه روسيا، مؤكدا أن المصالح الأوروبية غير متطابقة هذه المرة مع المصالح الأمريكية،
وأعرب ساركوزى عن رفضه لانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو قائلا انها يجب أن تظل دولة محايدة، كما أكد أن القرم جزء من روسيا لا يمكن فصله عنها.
فهل تنجح هذه الأصوات فى ترشيد السياسة الغربية فى صراعها مع روسيا؟
msalmawy@gmail.com
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية