تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
السيد والخط العربى
قال لى الفنان الفرنسى العالمى، تونسى الأصل والمعروف باسم السيد El Seed: سعدت بمطالبتك فى كلمتك فى افتتاح معرض الشارقة الدولى للكتاب بضرورة الحفاظ على اللغة العربية وحمايتها من غزو اللغات الأجنبية،
لكنى أختلف معك فى قولك إن تلك المسئولية تقع على عاتق الأدباء وحدهم، فالفن التشكيلى الذى يستخدم حروف اللغة العربية كموضوع له إنما يحافظ على اللغة العربية من حيث جمالياتها الشكلية التى تتميز بها من دون الكثير من اللغات الأخرى،
فالخط العربى هو فن فى حد ذاته، وكما أوضحت فى كلمتك كيف أن اللغة العربية مستهدفة الآن فإن فن الخط العربى أيضا مستهدف، وهو مهدد بأن يصبح من فنون الأجداد الذين عرفوا جميع أنواع الخطوط العربية، وأشهرها الخطوط الستة الرئيسية: النسخ والثلث والرقعة والكوفى والفارسى والديوانى، والتى يختلف كل منها عن الآخر رغم اعتمادهم جميعا على العنصر الزخرفى المميز..
قلت: إن كل من ساهم بطريقته فى الحفاظ على اللغة إنما يقدم للثقافة العربية خدمة جليلة، لكن الأساس هو الحفاظ على اللغة نفسها، فما جدوى جماليات اللغة وزخارفها إذا كانت اللغة ذاتها قد اندثرت،
على أن هذا لا يقلل من قيمة ما يقوم به ذلك الفنان العالمى الذى يستلهم حروف اللغة العربية فى أعماله، وفى الجداريات التى اشتهر بها حول العالم، والتى تضع جماليات الحرف العربى فى الشارع بين الناس،
وتلك قيمة يحرص عليها السيد (44 عاما) بشكل كبير.. لقد استعانت برسومه أكبر بيوت الأزياء والمحال التجارية الكبرى مثل لوى ڤيتون فى فرنسا، لكنى حين قابلته فى الشارقة كان قادما بغرض التبرع بثلاثة من تصميماته الفنية لمؤسسة «كلمات» التى ترأسها الشيخة بدور ابنة حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمى وزوجة ولى العهد،
وقد دعتنا الشيخة لمشاهدة كيف تمت طباعة تصميمات السيد المستوحاة من الحرف العربى على ملابس وأوشحة ستطرح للبيع ويتم التبرع بدخلها لمصلحة أطفال تونس المحتاجين، وهو عمل هنأته عليه وهنأت الشيخة بدور،
ودعوت لأن تتكرر تلك التجربة مع كبار الفنانين فى العالم لمصلحة جميع الأطفال المحتاجين فى فلسطين والسودان وليبيا وبعض الدول الإفريقية أيضا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية