تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

السؤال الممنوع!

وجه أحد الصحفيين الإيطاليين، وبدعى جابرييلى نونزياتى، سؤالاً لمسئولة الإتحاد الأوروبى فى مؤتمر صحفى عقدته فى بروكسل قائلا: لقد تحدثتِ كثيرا عن ضرورة أن تتحمل روسيا تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا، فهل ترين أن إسرائيل يجب أن تتحمل بالمثل تكلفة إعادة بناء ما دمرته فى غزة؟ ولقد كلف هذا السؤال الصحفى الإيطالى عمله، حيث تم فصله من وكالة أنباء «نوڤا» الإيطالية التى كان يعمل بها، وأصدرت الوكالة بيانا زعمت فيه إن سؤاله غير جائز لأن روسيا دولة معتدية، أما إسرائيل ففى حالة دفاع عن النفس، وقالت إن سؤاله ينم عن جهل بالمبادئ الأساسية للقانون الدولى، والحقيقة أن هذا السؤال كان يجب أن يكون هو سؤال الساعة، فرغم كل ما يملأ الساحة هذه الأيام من حديث عن إعادة إعمار غزة والمؤتمرات التى ستعقد لبحث خطط إعمار القطاع الذى دمرت إسرائيل 90% من بنيته التحتية، فإن أحدا لا يتحدث عن إلزام إسرائيل بدفع التعويضات التى تنص عليها القوانين الدولية فى حالات الحرب، وعن تحملها نفقات إعادة الإعمار، وهى قوانين تعرفها إسرائيل جيدا، فقد تكون هى أكثر من استخدمها حين كان ذلك يخدم مصالحها، بل لقد وصلت فى تطبيقها لها إلى حد الابتزاز، فلم تترك دولة تعرضت لليهود بالضرر بأى شكل من الأشكال إلا وحصلت منها على تعويضات بالمليارات، وما حدث مع ألمانيا ليس ببعيد، فقد وصلت فى ابتزازها، ألمانيا إلى حدود لا أعتقد أن دولة أخرى فى التاريخ وصلت إليها، صحيح أن نظام هتلر النازى ارتكب المجازر ضد اليهود فيما سمى بالهولوكوست، لكن إسرائيل تمكنت من استغلال عقدة الذنب الألمانية لتحصل على دعم مادى ومعنوي وعسكرى غير مسبوق، وللباحث الأمريكى نورمان فينكلستين، وهو يهودى كان والداه من ضحايا الهولوكوست، كتاب شهير يحمل عنوان «صناعة الهولوكوست» The Holocaust Industry يتهم فيها الصهيونية بتحويل المحرقة النازية ضد اليهود إلى صناعة تتكسب منها، وقد انقلبت الآن الآية وصارت إسرائيل هى المعتدية، لكنى لا أرى أحدا يطالبها بدفع التعويضات عما ترتكبه فى غزة من قتل وإبادة ومن تدمير للمبانى وللمنشآت الحيوية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية