تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

السردية الغربية

وصلنى من الصديق العزيز اللواء متقاعد على الببلاوى الرسالة التالية:

من ملاحظاتي عن الاعلام الغربي انه لا يفوت خبرا عن الصراع العربى ـ الإسرائيلى، أو ينقل تطورا ما فى حرب إسرائيل على غزة، دون أن يذكر أن حماس هى التى بدأت الهجوم على إسرائيل يوم ٧ أكتوبر، وأن يؤكد أن هجومها أسفر عن مقتل ١٢٠٠ شخص واحتجاز ٢٥٣ رهينة، وذلك ليبرر لإسرائيل فى ذهن القارئ قتلها عشرات الآلاف من الفلسطينيين، ودون ان يذكر مطلقا ان إسرائيل هى الدولة المحتلة لفلسطين منذ ثلاثة أرباع القرن، وأنها مارست خلال تلك الفترة شتى صنوف التطهير العرقى، بما في ذلك القتل جوعا، وهدم المنازل على رءوس سكانها، وأنها قضت تماما على البنية التحتية في غزة، وان ٧٥% من ضحاياها من النساء والأطفال الفلسطينيين، كما استهدفت إسرائيل بالقتل والقصف والاغتيال الأطقم الطبية وممثلى الاعلام الذين اتهمتهم زورا وبطلانا بالمشاركة في هجوم حماس، ولا يذكر الإعلام الغربى أيضا أن أمريكا استخدمت الفيتو خمس مرات لمنع إدانة إسرائيل في المحافل الأممية. كما لاحظت أيضا للأسف الشديد ان إعلامنا فى حالات كثيرة يكرر ما تقوله وكالات الاعلام الغربية، دون ان يعيد صياغة الخبر ليذكر ما يعرفه بالضرورة عما ترتكبه إسرائيل في حق الشعب الفلسطينى، وفي حق الإنسانية، فيقدم بذلك صورة عادلة ومتوازنة ودون ان يكون ناقلا (عن غير قصد) لتحيزات الإعلام الغربي غير الموضوعى .

والحقيقة أن اللواء الببلاوى يثير نقطة فى غاية الأهمية، وهى انسياقنا وراء السردية الخبرية الإسرائيلية واستخدام مفرداتها كما وردت إلينا، رغم ما توحى به تلك المفردات فى ذهن القارئ، وربما كان أفضل مثال على ذلك هو استخدامنا لكلمة «المستوطنات» للدلالة على تلك التجمعات السكانية غير القانونية التى يقيمها المتطرفون من المهاجرين اليهود فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، انسياقا وراء التسمية الإسرائيلية ـ الأمريكية settlements، بينما نجد الفرنسيين مثلا يسمونها colonies أى المستعمرات، والفرق بين الاثنين هائل، والكلمات تفعل فعلها فى خلق الصورة الذهنية المطلوبة إن سلبيا أو إيجابيا، فالمستوطنات هى الإقامة فى أرض فضاء وتعميرها واتخاذها وطنا، أما المستعمرات فتمثل احتلالا غير مشروع لتلك الأرض.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية