تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

ما من شك أنه سيدخل التاريخ باعتباره واحدا من أعظم أفلام السينما المصرية، فهو ليس كمثله من الأفلام التى اعتدناها على امتداد تاريخنا السينمائى والذى يزيد عن قرن من الزمان، ذلك هو فيلم «الست» من إخراج مروان حامد وسيناريو وحوار أحمد مراد وبطولة منى زكي،

وقد لا أبالغ إذا قلت إنه يقدم لنا سينما جديدة من حيث الموضوع الجريء، والسيناريو والمبتكر، والأداء الرائع والإخراج العبقري،

فقد اختار الكاتب موضوعا ركن فيه الناس إلى سردية نمطية متعارف عليها، فقام بكسرها وصولا إلى الحقيقة بعد تجريدها مما التزمت بها المعالجات السابقة لسيرة الست والتى صورتها ملاكا طاهرا وكأنها لم تبرح طبيعة الفتاة الريفية الطيبة الآتية توا للقاهرة، متجاهلة تماما مواطن القوة والجرأة والإقدام التى اتصفت بها تلك المرأة الفذة، والتى كانت السبب الحقيقى فى المكانة والنفوذ التى حظيت بهما،

وأستطيع أن أقول إن صورة أم كلثوم فى هذا الفيلم رغم غرابتها على الجمهور، فليس لدينا صور لها وهى تدخن مثلا، هى الأقرب للحقيقة عن كل ما قدم عنها فى السابق، سواء فى المعالجات الدرامية أو فى الروايات الشفهية،

لقد صور السيناريو بكل جرأة قوة أم كلثوم وجبروتها فى لحظات انتصارها، وضعفها فى لحظات انكسارها، كما تحرر من التسلسل الزمنى التقليدى الذى انتهى من السرديات الفنية فى العالم، سواء الروائى منها أو السينمائي، مفضلا أن يحتكم إلى المواقف الدرامية لبطلته والتى أعاد ترتيبها ليس وفق تسلسلها فى حياتها وإنما وفق المقتضيات الدرامية للعمل،

أما حواره فجاء من أرفع ما شاهدت فى السينما المصرية وتداخل اللغتين الإنجليزية والفرنسية مع العربية جاء طبيعيا لا افتعال فيه،

وقد تجلت عبقرية السيناريو فى اختيار أعظم لحظات انتصار أم كلثوم وهو غزوها الساحة الغربية بعد ثلاثة أشهر فقط من هزيمة بلادها عام 1967، كبداية قوية للفيلم وكنهاية مؤثرة لأحداثه، وإن كنت آخذ عليه أنه قدم لنا لحظة الصدام بين أم كلثوم ومدير مسرح الأولمبيا فى باريس وقولها إنها لن تغني، ثم قدمها بعدها مباشرة وهى تغني، دون أن يوضح لنا ما الذى غير رأيها.

وللحديث بقية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية