تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الدور المصرى

كم أثلج صدرى ذلك الخبر المقتضب بأن وزير الخارجية سامح شكرى أجرى اتصالا مع رئيس مجلس السيادة السودانى عبد الفتاح البرهان، ورئيس قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، فقبلها بأيام قليلة نشرت صحيفة يدعوت أحرونوت الإسرائيلية خبرا بأن وزير الخارجية الإسرائيلى إيلى كوهين ورئيس المخابرات العامة (الموساد) دافيد بارنيا على اتصال بطرفى القتال فى السودان، وإذا كان التدخل المصرى هدفه بذل المساعى الحميدة لرأب الصدع فلا يمكن أن يكون التدخل الإسرائيلى من قبل وزير الخارجية ورئيس المخابرات العامة لنفس الهدف، فقد كان لإسرائيل دور سابق لم يعد سرا فى تقسيم السودان، وما يثير القلق فى الوضع الحالى فى السودان هو ذلك الانقسام الخطير على مستوى الدولة والذى يخشى فى حالة عدم سرعة رأبه إلى نشوب حرب أهلية قد تؤدى إلى تقسيم جديد بانفصال غرب السودان (دارفور) بعد أن انفصل جنوبه، وهو ما يضعف السودان ويزيد من تجزئة الوطن العربى، فمن الذى يمكن أن يكون المستفيد من ذلك؟ إنه بالتأكيد من يناصب العرب العداء ويرى فى قوتهم تهديدا له، وتدخلاته بلا شك ليست فى الصالح العربى، أما على الجانب الآخر فإن المصلحة القومية العربية تقتضى إنهاء الاقتتال الذى أكمل أسبوعه الثالث دون بارقة أمل حتى الآن فى أن يصل إلى نهايته، ولا شك فى أن التدخل المصرى يأتى فى صالح تهدئة الوضع والتوصل إلى التسوية المأمولة التى تضمن أمن السودان ووحدة أراضيه، وهو ما ينطلق من الموقف المبدئى لمصر والذى أعلنه الرئيس السيسى منذ بداية إندلاع الصراع، من أن السودان خط أحمر، وقد كان فى ذلك رسالة رادعة لأى طرف أجنبى يرى مصلحة فى تأجيج الصراع واحتدامه، إن الأوضاع الإنسانية بعد ثلاثة أسابيع من القتال قد ساءت بشكل وصفه سكرتير عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بأنه كارثى، حيث قتل ما يقرب من ٣٠٠ شخص وجرح حوالى ثلاثة آلاف، أما عدد النازحين فعشرات الآلاف، وقال جوتيريش إن أى تصعيد فى الموقف سيكون مدمرا للسودان وللمنطقة بأسرها، فهل تكون اتصالات وزير الخارجية بداية لوساطة باتت الآن ملحة أكثر من أى وقت مضى؟ نتمنى ذلك.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية