تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الدبلوماسية المصرية
كلما تم تصعيد أحد سفرائنا إلى موقع وزير الخارجية تذكرت عراقة المدرسة الدبلوماسية المصرية التى قدمت لمصر على مدى ما يقرب من قرن ونصف القرن من الزمان وزراء عظاما حملوا الراية المصرية فى الساحة الدولية، وخدموا مصالح البلاد بمهنية واقتدار، فمنذ نظارة (وزارة) نوبار باشا عام 1878 التى شغل فيها رئيس الوزارة بنفسه منصب وزير الخارجية، وحتى وزارة الدكتور مصطفى مدبولى الحالية التى أوكلت وزارة الخارجية لواحد من أكفأ دبلوماسيينا وهو السفير بدر عبدالعاطى (58 عاما)، مارست الدبلوماسية المصرية دورا رائدا فى مختلف المحافل الدولية، وخاضت المعارك الوطنية طوال 146 عاما لم تنقطع إلا فى الفترة من ديسمبر 1914 حين خضعت مصر للحماية البريطانية حتى ديسمبر 1921، بالإضافة لفترة الشهرين التى تلت الإستقالة المفاجئة لإسماعيل فهمى احتجاجاً على زيارة الرئيس السادات للقدس التى جاءت بالمخالفة للترتيبات التى أعدتها الخارجية لعقد مؤتمر دولى للسلام كان يرى وزير الخارجية أنه سيأتى بنتائج أفضل من التحرك الفردى للسادات، ويحافظ على وحدة الجبهة العربية، وقد تسبب انفراد السادات بالقرار بعيدا عن ترتيبات الدبلوماسية المصرية، فى استقالة الوزير الذى تلى إسماعيل فهمى هو الآخر، وهو محمد إبراهيم كامل، فرغم أن مهمة وزارة الخارجية كانت دائما هى خدمة السياسة الرسمية للدولة، فإنها اصطدمت بتلك السياسة كلما وجدتها تحيد عن الخط الوطنى بشكل أو بآخر، واليوم تقوم الخارجية المصرية بتسليم مقاليدها إلى وزير جديد ينتمى لجيل تال من الأجيال الدبلوماسية المتتالية أثبت كفاءته فى جميع المواقع التى تولاها منذ بدأ حياته العملية فى مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، وحتى صار أحد السفراء المصريين المرموقين، وقد عرفته عن قرب منذ تفضل قبل سنوات بزيارتى فى مكتبى بالأهرام، وتابعت ارتقاءه الوظيفى المستحق، واختياره الموفق على رأس الدبلوماسية المصرية فى وقت تتصدى فيه مصر لعدة قضايا وطنية ودولية ملحة، وهو تحد كبير يضاف للتحدى الوظيفى الذى يواجهه باعتباره الوزير التالى لواحد من أفضل وزراء خارجيتنا وهو الوزير سامح شكرى الذى ترك وراءه سجلا حافلا من الإنجازات الدبلوماسية التى لا يمكن تجاهلها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية