تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الخط الذى انقطع
تزاملنا فى الديسك المركزى بــ«الأهرام»، كان يكبرنى بسنتين فى العمر، وبخمسة سنوات أقدمية فى العمل الصحفى، لذلك فإلى جانب الصداقة والزمالة المتبادلة كان هناك الكثير مما أكتسبته من خبراته العريضة فى العمل بجريدتنا الغراء، فقد كنت آتيا للديسك من قسم الشئون الخارجية، بالإضافة للفترة التى قضيتها خبيرا بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، بينما تمرس هو فى شتى جوانب العمل الصحفى، من قسم الرياضة إلى قسم التحقيقات إلى القسم العسكرى، حتى صار يحمل لقبا لم يحمله من قبله أحد، هو المحرر العسكرى لــ«الأهرام»، فقد كان هناك لقبان فى «الأهرام» لا يكتب ما يتم توقيعه باسم أى منهما إلا رئيس التحرير الأستاذ محمد حسنين هيكل، وهما المحرر العسكرى والمحرر السياسى، فإذا نشر ما يحمل توقيع أى منهما علمنا على الفور (وربما علم القراء أيضا) أن كاتب تلك الكلمات هو الأستاذ هيكل نفسه، ثم فوجئنا قبيل حرب أكتوبر ببيان فى الصفحة الأولى يفند تصريحات لرئيس الأركان الإسرائيلى بتوقيع مرسى عطا الله المحرر العسكرى لـ«الأهرام».. وكانت تلك سابقة لم نعهدها من قبل، وعلى المستوى المهنى كانت فاتحة لمرحلة مهمة فى الحياة الصحفية لمرسى، حيث فتحت حرب أكتوبر المجال واسعا أمام مواهبه الصحفية التى امتزجت دوما بالتزام وطنى لا يتزعزع، وهو ما ظهر واضحا فى كتابه الذى أصدره بعد الحرب بعنوان «حرب أكتوبر من غرفة العمليات»، والذى سرد فيه تفاصيل حال التزامه العسكرى دون نشرها خلال أيام الحرب، وأعتز بأن أهدانى إياه بكلمات رقيقة تخجل تواضعى، ثم باعدت بيننا سبل العمل فانشغل هو بتأسيس الأهرام المسائى ورئاسة تحريرها، وانشغلت أنا بتأسيس الأهرام إبدو ورئاسة تحريرها، وفى السنوات القليلة الماضية كانت علاقتنا هاتفية، حيث كان يعلق بين الآن والآخر على ما أكتب وكنت أفعل نفس الشيء، وكانت المكالمة الأخيرة فى الأسبوع الماضى حين عاتبنى مازحا لأنى - على حد قوله - سرقت فى أحد أعمدتى الموضوع الذى كان ينوى كتابته، ثم انقطع الخط فلم أعرف أى موضوع يقصد، وانتظرت أن يعود الخط ويتواصل الحديث.. لكن الخط لم يعد، والحديث لم يتواصل.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية