تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الخديعة الأمريكية

رغم وضاعة العملية التى قامت بها إسرائيل أخيرا فى قطر باغتيال الفريق الفلسطينى المفاوض، حيث قامت الولايات المتحدة بتقديم مقترحات لوقف القتال فى غزة، ودعت الفلسطينيين لقبولها، بل وصلت لحد تهديدهم بعظائم الأمور إذا لم يقبلوها،

ثم ما أن يتوجه الفلسطينيون لبحثها فى قطر حتى تقوم إسرائيل بمحاولة اغتيالهم، فإن تلك لم تكن المرة الأولى التى لجأت فيها الولايات المتحدة لتلك الحيلة اللا أخلاقية والمتأصلة فى التاريخ الأمريكى منذ بدايته،

فمن المعروف أنها فى بداية استيطانها للقارة الأمريكية كانت تدعو السكان الأصليين للتفاوض، ثم تقوم باغتيالهم، تماما كما حاولت إسرائيل فى قطر،

ولم تتخل الولايات المتحدة عن تلك الخديعة، فقد يذكر البعض أن ترامب فى ولايته الأولى دعا إيران للتفاوض مدعيا أن هناك مقترحا أمريكيا ينتظر موافقتها، وما أن وصل المفاوض الإيرانى قاسم سليمانى إلى مطار بغداد حتى قامت الولايات المتحدة باغتياله منتهكة بذلك سيادة دولة أخرى هى العراق كما أنتهكت إسرائيل سيادة قطر،

ومن هنا فإن القول بأن أمريكا لم تكن تعلم، أو أنها علمت فى اللحظة الأخيرة هو قول ساذج، فإن إسرائيل بعمليتها هذه إنما إتبعت الخديعة الأمريكية، فلا يمكن لأى جسم أن يخترق الأجواء القطرية بدون علم القاعدة الأمريكية فى العديد وهى أكبر القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة،

إن النيران الإسرائيلية لم تصل لأهدافها فى الدوحة إلا بمعرفة وموافقة الولايات المتحدة وأجهزتها العسكرية، وإن التصريحات التى تدعو للرثاء والتى أطلقها ترامب بأنه غير موافق على تلك العملية إلا أكبر دليل على الدرجة غير المسبوقة التى وصل إليها انقياد الولايات المتحدة لإسرائيل التى أصبحت هى التى تتخذ القرارات وما على الولايات المتحدة إلا الانصياع لها حتى لو كان الرئيس الأمريكى غير موافق (!)

صحيح أن الضربة الإسرائيلية خابت ولم تصب القادة الفلسطينيين الذين استهدفتهم، لكنها أصابت كرامة الولايات المتحدة واحترامها الدولى وكشفت عن انقياد ترامب للمجنون الذى يحكم إسرائيل، كما كشفت زيف المقولة الأمريكية التى طالما رددها ترامب فى زهو لقادة الخليج بأن الولايات المتحدة هى التى تحميهم.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية