تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الثالوث المصرى المقدس
قلت فى اللقاء الذى دعا إليه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى مع مجلس أمناء الحوار الوطنى إن مصر تواجه فى الوقت الحالى واحداً من أخطر التحديات فى تاريخها، إن لم يكن أخطرها على الإطلاق، فقد واجهت مصر من قبل كل صنوف التحديات، من الفقر والمجاعة والفيضانات والجفاف، إلى الاحتلال الذى دام مئات السنين، لكن الخطر الذى تواجهه اليوم ينبع من مخطط يستهدف تفكيك الدولة ذاتها، التى هى أقدم دولة فى التاريخ، والتى تشكل بمجرد استمرار وجودها الخطر الأكبر على دويلة التوسع الصهيونى اللاهثة وراء كل ما حولها من أراض وموارد ومقدرات، فكل ما يطرح اليوم على أنه محاولة لإعادة تشكيل الوطن العربى وفق خريطة ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد إنما يستهدف فى النهاية الدولة المصرية التى مازالت قائمة فى الوقت الذى سقطت فيه الدول من حولها، فى ليبيا والسودان وفى سوريا والعراق، وتتداعى الدول الأخرى فى كل من اليمن ولبنان، وإن ما يطرح اليوم على أنه «تنظيف» لغزة ما هو إلا تطهير عرقى للفلسطينيين، بهدف الاستحواذ على غزة لتصبح هى منصة القفز على الغنيمة الكبرى التى هى مصر، والتى فشلت كل وسائل السيطرة الأخرى فى إخضاعها، ووراء شعبها تراث من الاستمرارية ضارب فى أعماق التاريخ، فى الوقت الذى اندثرت شعوب وحضارات أخرى ولم يعد لها وجود، فأين هم الآن التتار ومملكتهم مترامية الأطراف؟ وأين هم الهكسوس من قبلهم؟ إن سر بقاء الشعب المصرى عبر الآلاف المؤلفة من السنين هو سلطته المركزية بجناحيها الشعبى والعسكري، ذلك هو الثالوث المقدس الذى لم يستطع عدو أن يسقطه، ولا تمكن محتل من أن يفككه، وما حديثنا عن تماسك الجبهة الداخلية فى مواجهة ما نواجهه من تحديات خارجية، إلا تأكيد عصرى على قوة ذلك الثالوث التاريخى، فهل يكفى أن نركن إلى ذلك مطمئنين على صلابة الجبهة الداخلية ومعتمدين على أصالة الحس الوطنى لهذا الشعب الأصيل؟ أم نتخطى هذا الموقف السالب إلى امتلاك زمام المبادرة الموجبة، ووضع الإستراتيجية التى تضمن ذلك التماسك وتزيد من صلابته؟
هذا هو حديثنا القادم.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية