تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

التضليل والتغييب

وصلت عمليات التغييب والتضليل التى تقوم بها الدوائر اليهودية فى الغرب إلى أبعاد عبثية، فعلى مدى عشرات السنوات أطبقت الصهيونية العالمية سيطرتها على جميع مناحى الحياة وأصبح لكل ما هو يهودى قدسية لا تتمتع بها شئون الدول الغربية نفسها، ومن الأمثلة على تلك السيطرة ذلك القانون الذى أصدرته أخيرا بعض الولايات الأمريكية والذى دفعت به الدوائر اليهودية فى تلك الولايات، وهو يقضى بمعاقبة كل من ينتقد إسرائيل أو رموزها السياسية مثل رئيسها أو رئيس وزرائها، وهكذا أصبح بمقدور أى مواطن انتقاد الولايات المتحدة مثل رئيس الجمهورية كما يشاء، وهو ما يحدث بالفعل فى كثير من الولايات بحق الرئيس جو بايدن مثلا، لكن نفس ذلك المواطن إذا انتقد بنفس القدر وبنفس الكلمات إسرائيل أو حربها الوحشية فى غزة مثلا أو رئيس وزرائها، وقع على الفور تحت طائلة القانون وصدرت ضده الأحكام القضائية، بل بمقدور المواطن الأمريكى أن يحتمى بالدستور الذى يحمى حقه فى إبداء آرائه بكامل الحرية، وينتقد الأديان أو يتعرض للذات الإلهية، لكن ليس بمقدوره أن يهاجم إسرائيل، ومثل هذا القانون على غرابته والذى صدر للحد من انتقاد إسرائيل بسبب حربها الدموية فى غزة، ليس فريدا من نوعه فى الدول الغربية، فقانون الهولوكوست الذى يجرم إخضاع محرقة اليهود للبحث والدراسة، يمثل سابقة أخرى فى معظم الدول الأوروبية التى بإمكان أبنائها إخضاع أى واقعة تاريخية للدراسة لكنهم يتعرضون للعقاب القانونى وللتشهير إذا ما راجعوا الأعداد التى حددتها الدوائر اليهودية لضحايا الهولوكوست، ويعتبر الفيلسوف الفرنسى روجيه جارودى أشهر ضحايا هذا القانون، وأخيرا قامت ألمانيا بوضع الاعتراف بحق إسرائيل فى الوجود كشرط أساسى للحصول على الجنسية الألمانية، وتلك حالة فريدة هى الأخرى، فلم نسمع من قبل عن دولة تشترط للحصول على جنسيتها الاعتراف بدولة أخرى، إن تلك الحالات ما هى إلا أمثلة صارخة للسيطرة اليهودية المطلقة على العقل الغربى الذى طالما صدع أدمغتنا بالدفاع عن حرية الفكر وحرية التعبير وسائر الحريات، لكنه يسقط كل هذا أمام السيطرة التى فرضتها إسرائيل بالتضليل وتغييب وعى الشعوب الغربية طوال العقود الماضية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية