تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
التسويق السياسى
ما من شك أن صورة أحمد الشرع الذى استولى على الحكم بعد سقوط بشار الأسد فى سوريا تخضع حاليا لعملية تغيير شامل ،اعتمادا على مباديء التسويق السياسى التى لا تختلف فى قواعدها العامة عن التسويق التجارى، ومن الواضح أن وراء هذا التغيير خبراء إعلاميين يساعدون على إبراز الصورة الجديدة للقائد السورى فى الإعلام الغربى بعد أن ارتبط طويلا بتنظيمات الإسلام السياسى، وليس بمستبعد أن يكون هؤلاء جزءا من حملة أمريكية إسرائيلية فاجأت العالم أخيرا بتقربها من الشرع الذى كانت قد صنفته إرهابيا إسلاميا، ولم تكتف فقط بالتواصل الفورى معه بل وجدنا الولايات المتحدة تسقط المكافأة السخية التى كانت قد وضعتها على رأسه والبالغ قدرها 10 ملايين دولار تمهيدا لرفع اسمه تماما من قائمة الإرهاب، وقد نشرت أخيرا هيئة الإذاعة البريطانية BBC لقاء مع أستاذ التسويق فى جامعة توتنهام كريستوفر بيتش قال فيها إن الترويج للصورة الجماهيرية Public Image بإمكانه أن يحدث فرقا حقيقيا فى صعود القائد أو سقوطه، موضحا أن التسويق السياسى يستعير قواعد التسويق التجارى ويطبقها فى عالم السياسة بغرض خلق صورة جماهيرية للقائد هى فى الواقع Brand أو علامة تجارية تساهم فى شعبيته ونظرة الجماهير له، ويؤكد أن التسويق السياسى هو اليوم صناعة بملايين الدولارات، وهى قادرة على إعادة صياغة صورة القائد عبر رؤية جديدة قادرة على كسب ثقة الداخل والخارج. أما البروفيسور بول باينز الخبير فى العلامات التجارية السياسية فيقول إن تنظيم القاعدة كان أول علامة تجارية إرهابية عالمية، وقد ساهمت تلك العلامة فى جذب بعض العناصر لكنها كانت ملفوظة عالميا، فالجماعات الإرهابية تواجه معضلة ما بين الدفع بأجندتها بالعنف والحصول على الدعم الشعبى اللازم لاستمرارها، وهو ما قد يدفعها لتغيير أسلوبها واللجوء لصورة جماهيرية مختلفة، وهو ما يحاول الشرع أن يفعله الآن بقطع الصلة مع ماضيه المختلف عليه، وتبنى صورة القائد الوطنى الذى يسعى لتحرير بلاده، فيستبدل جلباب الجهاد ببذلة الثوار العسكريين المقبولة دوليا، ويؤكد باينز أن نجاح تلك الاستراتيجية يعتمد فى النهاية على المواقف الفعلية وليس التعديلات الشكلية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية