تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الاستخبارات والتكنولوجيا
فى أول خاطر ورد لى حين قرأت عن تنكيل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالعلماء والباحثين الإمريكيين هو: ألا تكون تلك فرصة لنا للاستفادة من هؤلاء العلماء؟ كنت قد تابعت من ناحية توجيهات الرئيس السيسى بضرورة العمل على توطين التكنولوجيا المتقدمة، وتابعت من ناحية أخرى تطورات مشروع الضبعة النووى لزيادة إنتاجية مصر من الطاقة، ولا شك فى أن مثل هذه المشروعات التكنولوجية والنووية تتطلب الاستفادة من كل الإمكانيات البشرية المتقدمة محليا ودوليا، وقد قامت إدارة الرئيس ترامب لأول مرة بتقليص الإنفاق الحكومى المخصص لمشروعات البحث العلمى فى الجامعات وخارجها، والتى تعتبر الأعلى بين دول العالم، وما الاختراعات الجديدة التى تتميز بها الولايات المتحدة إلا نتاج لمثل هذه الأبحاث الرائدة فى العالم، والتى يقوم الرئيس الأمريكى الآن بسحب تمويل الكثير منها وتسريح العلماء والباحثين العاملين فيها، وقد بادرت فرنسا بالإعلان عن ترحيبها باستقبال العلماء الأمريكيين الذين أصبحوا يعانون البطالة نتيجة لتلك الإجراءات، وأتصور أن دولا أخرى من تلك الساعية للتقدم التكنولوجى ستفعل نفس الشيء، سواء أعلنت عن ذلك أو لم تعلن، وهو ما يذكرنا بما حدث بعد الحرب العالمية الثانية وهزيمة الرايخ الثالث، حين تسابقت دول الغرب على احتضان العلماء الألمان، وفى مقدمتهم الولايات المتحدة التى تقوم الآن بطرد علمائها، بل إن بعض العلماء الألمان الذين تعاونوا مع النازية حصلوا على العفو مقابل استفادة الولايات المتحدة من خبراتهم فى المجالات التكنولوجية والنووية، لكنى عدت بعد ذلك بمراجعة ذلك الخاطر الأولى الذى ورد لى، فمجال التكنولوجيا خاصة النووية منها قد يكون هو أكثر المجالات المخترقة استخباراتيا فى العالم، ولنا أن نعود لوقائع اغتيال بعض علمائنا بواسطة الاستخبارات الإسرائيلية المنتشرة دوليا، والتى وصلت إلى حد التجسس على النشاط النووى للدول الصديقة لإسرائيل، وأولاهم الولايات المتحدة نفسها، حيث تطول قائمة عملاء إسرائيل الذين قبضت عليهم السلطات الأمريكية بتهمة التجسس، ولا شك أن فتح مجال البحث التكنولوجى والنووى فى مصر للعناصر الأجنبية قد يكون هدفا لعمليات الاستخبارات الإسرائيلية فى هذا المجال.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية