تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إسرائيل تستهدف مصر
يبدو أن لكل حرب هدفا معلنا وآخر خفيا، وكثيرا ما يكون الهدف الخفى هو الدافع الحقيقى للحرب، فحرب العراق كان هدفها المعلن هو القضاء على أسلحة الدمار الشامل، أما الهدف الحقيقى فكان السيطرة على منابع البترول، وبالمثل فإن الهدف المعلن لحرب غزة هو القضاء على حماس، أما الهدف الحقيقى فهو إبادة الشعب الفلسطينى، وإخلاء غزة، التى تم أخيرا اكتشاف موارد طبيعية فيها وفى مياهها الإقليمية تطمح إسرائيل للسيطرة عليها واستغلالها كعادتها فى كل الأراضى التى احتلتها بما فى ذلك شبه جزيرة سيناء، على أن التطورات السياسية التى صاحبت الحرب على الساحة الدولية جعلت هذا الهدف الآن صعب التحقيق بسبب عدم تقبل المجتمع الدولى لاستمرار سيطرة إسرائيل على غزة، على أن هناك هدفا آخر لإسرائيل أكثر خطورة بالنسبة لمصر، فإلى جانب اقتطاع جزء من سيناء لإقامة مدينة خيام للمهجرين من غزة، وهو ما رفضته مصر بشكل قاطع، فإن هناك مشروعا آخر أكثر خطورة ولا يتطلب موافقة مصر لإقامته، وهو مشروع قناة بن جوريون المائية التى تعتزم إسرائيل إقامتها لربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط والتى تتيح لها سيطرتها على غزة أن تختصر طول القناة وتقلل تكلفتها، فالتخطيط الأولى للقناة كان يدور شرقا حول غزة للوصول إلى البحر الأبيض، لكن فى حالة سيطرة إسرائيل على غزة فالقناة ستمضى فى خط مستقيم من إيلات بخليج العقبة إلى وادى عربة بالأردن إلى صحراء النقب عبر غزة إلى البحر الأبيض المتوسط، أى أن إسرائيل ستسيطر على مدخل القناة وعلى مخرجها، ومثل هذه القناة والتى ستتكلف ٥٥ مليار دولار أمريكى، تمثل تهديدا غير مسبوق لقناة السويس التى تدر أكبر دخل من العملة الصعبة للخزانة المصرية، وقد بلغت إيراداتها فى العام الحالى ٩٫٥ مليار دولار، أما طول قناة بن جوريون فسيبلغ ٢٩٣ كيلومترا، بما يزيد على قناة السويس بمقدار الثلث، كما أن عمقها سيزيد أيضا عن عمق قناة السويس بما يسمح بمرور الحاويات العملاقة التى يتعذر مرورها بقناة السويس، وبهذا المعنى فإن حرب غزة الحالية تستهدف مصر بقدر ما تستهدف الفلسطينيين فى غزة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية