لا أكاد أصدق ذلك الذى حدث لفريق الناشئات فى كرة اليد بنادى الجزيرة، والذى وصفه أولياء أمورهن بليلة الرعب التى تعرض لها بناتهم فى أثناء عودتهن بالأوتوبيس من الإسكندرية إلى القاهرة بعد انتهاء بطولة البنات فئة 2014، فأمامى شكوى خطيرة وقعها 12 من أولياء الأمور تتحدث عن إهمال جسيم من جانب النادى واستهتار بحياة بنات الأعضاء، حيث تعرضن لحادث رهيب وسط الطريق الصحراوى حين بدأ بتصاعد الدخان داخل الأوتوبيس ثم قبيل منتصف الليل اشتعلت فيه فجأة النيران، وعلى الفور تم إيقاظ البنات وإجبارهن على النزول من الأوتوبيس فى حالة هرج ومرج، فنزلن إلى عرض الصحراء فى حالة هلع وأخذن يجرين وسط الصحراء للابتعاد عن الأوتوبيس وكان بعضهن حفاة لم يجدن الوقت لارتداء أحذيتهن، ولولا وجود بعض الأمهات لكانت الكارثة أكبر، فقد اصطحبن البنات إلى إحدى الاستراحات فى انتظار النجدة، لكن بعد أن ظلت اللاعبات فى الطريق العام فى حالة من الذعر جعلت بعضهن يصبن بحالة رجفة لا إرادية، وقد تصادف مرور أحد أوتوبيسات النادى الأهلى الذى نقل البنات إلى القاهرة، وقد وصل بعضهن إلى منازلهن فى الساعات الأولى من الفجر، وطوال ذلك الوقت لم يقم أحد من ممثلى إدارة النادى بإخطار أولياء الأمور الذين عرفوا بما حدث من بناتهم، فكيف لم يتم الكشف على الأوتوبيس قبل استخدامه لنقل فريق الناشئات؟ وكيف لم تكن هناك استعدادات مسبقة لتدارك الأمر فور وقوع الحادث؟ وكيف تترك البنات وسط الصحراء فى منتصف الليل بهذا الشكل؟ إن شكوى أولياء الأمور تطالب بفتح تحقيق فورى ومحاسبة المتسببين فى الحادث والذى يخشى أن يكون قد أصاب بعضهن بآثار نفسية سلبية، وهم يطالبون بتقرير رسمى يوضح الإجراءات التى ستتخذ لضمان عدم تكرار الحادث، لكن أليس هذا ما كان يجب أن يكون بعيدا عن الحادث وبعيدا عن شكوى أولياء الأمور؟ إن هذا الحادث يجب ألا يؤخذ على أنه مجرد خطأ تنظيمي، إنه استهتار يمثل تهديدا مباشرا لأرواح بنات النادى الذى ائتمنه الأعضاء على بناتهم.