تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

استقلال دولة الاحتلال

يا لها من مفارقة عبثية! اسمعوا وعوا: دولة الاحتلال الصهيونى تستعد للاحتفال بعد أيام بعيد استقلالها، نعم، فيوم ١٥ مايو هو عيد الاستقلال فى إسرائيل، ولا تسألنى الاستقلال عمن؟ فحين كانت فلسطين قبل قيام إسرائيل تحت الانتداب البريطانى كان اليهود فيها يمثلون نسبة ضئيلة من السكان وكان العرب هم الأغلبية، ووفق الإحصائيات الإسرائيلية المبالغ فيها لأسباب سياسية معروفة، كان عدد اليهود آنذاك هو ٤٤٩ ألفا، وهو ما يوازى ٣% فقط من يهود العالم فى ذلك الوقت، أى أن فلسطين لم تكن دولة يهودية ولا كانت مركز تجمع لليهود، بل كانت دولة عربية، لن أقول بحكم تاريخها أو تكوينها العرقى أو انتمائها الثقافى، وإنما حتى بحكم تعدادها، بل إن الكثير من اليهود الذين كانوا يقيمون فى فلسطين قبل قيام إسرائيل كانوا من يهود أوروبا الهاربين من الاضطهاد النازى، ويكفى أن ننظر إلى قيادات دولة الاحتلال الحالية والسابقة الذين جاءوا جميعا كمهاجرين، بما فى ذلك رئيس الوزراء الحالى بنيامين نيتانياهو البولندى الأصل، فماذا الذى حدث؟ حدث أن صدر قرار التقسيم فى نوفمبر ١٩٤٧ فقامت لليهود دولة وللفلسطينيين دولة أخرى، فهل هذا يعد استقلالا؟ وإذا كان كذلك فاستقلال عمن؟ عن الفلسطينيين الذين هم أهل البلد والغالبية العظمى من سكانها؟ إن صدور قرار التقسيم أنهى بطبيعة الحال الانتداب البريطانى فى فلسطين، وهو ما تعتبره السردية الإسرائيلية المغلوطة استقلالا، وكأن فلسطين كانت دولة يهودية مستعمرة من قبل بريطانيا وبإنهاء الانتداب نالت استقلالها، وكأن المذابح التى ارتكبها اليهود قبل التقسيم هى حركة نضال وطنى كحركات التحرر التى عرفتها الشعوب المحتلة فى آسيا وأفريقيا والتى أدت إلى استقلالها (!) إن العصابات التى كانت ترتكب تلك الأعمال الإرهابية كان يقودها مهاجرون أوروبيون وليس أبناء البلد الفلسطينيين أو اليهود، فعصابة الإرجون كان يقودها المهاجر مناحم بيجين، وعصابة شتيرن كان يقودها المهاجر إسحق شامير، فعن أى استقلال يتحدثون؟ إن حديث الاستقلال الوحيد الذى يفرض نفسه الآن هو الاستقلال الفلسطينى الذى يسعى للتحرر من احتلال الدولة التى ستحتفل بعد أيام بعيد استقلالها! عجبى!

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية