تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أحمد وأمنية
قمت بزيارة لمكتبة الإسكندرية لحضور معرض الكتاب المقام بها حاليا، حيث كان لى حفل توقيع لروايتي الجديدة «زهرة النار» أقامته الدار المصرية اللبنانية بجناحها، كما شاركت فى الندوة الرئيسية المخصصة لشخصية المعرض هذا العام وهو المثقف المغربى الراحل محمد بن عيسى، مع كل من الأساتذة أحمد المسلماني وسليمان جودة والدكتور حسين حمودة، وقد رأسها وأدارها بجدارة الدكتور أحمد زايد مدير المكتبة،
على أن ما أود التوقف عنده اليوم هو ذلك الزخم الثقافى الذى تموج به المكتبة من ندوات وعروض فنية وورش عملية وأمسيات قصصية وشعرية، بالإضافة للأنشطة المخصصة للأطفال،
أما معرض الكتاب فقد ازدحم بالرواد من جميع الأعمار، خاصة الشباب الذين مثلوا الفئة السنية الغالبة، فقد فوجئت بطالب فى المرحلة الإعدادية يبلغ من العمر 12 عاما من بين من طلبوا توقيعى على الرواية، وقد أخبرنى أن اسمه أحمد وأنه يهوى القراءة، وأخذ يسرد لى أسماء كتابه المفضلين وما قرأه لهم من أعمال،
كما وجدت رجلا بسيطا يرتدى جلبابا بنيا يقدم لى نسخة من الرواية طالبا أن أكتب عليها إهداءً باسم ابنته الشابة أمنية التى قدمها لى فبدت فى نحو الـ18 من عمرها، ثم همس لى قائلا: للأسف أنا لم تساعدنى الظروف على تعلم القراءة والكتابة، لكن ابنتى متعلمة وتحب القراءة، وأنا أشجعها على ذلك، فأى شيء تطلبه أراجع ميزانيتي قبل أن آتى لها به، أما الكتب فلا أتأخر فى أن آتى لها بأى كتاب تطلبه، وقد حدثتنى هى الأخرى عن قراءاتها، فاقترحت عليها أن تتقدم لمسابقة القراءة الكبرى التى أقامتها المكتبة هذا العام لأول مرة، فتحمست لذلك وقالت: لو فزت فسأعطى قيمة الجائزة لوالدى لأعوض ثمن الكتب التى يشتريها لى،
إن هناك نماذج من الجيل الجديد تتخطى مستوى التعليم المتخلف الذى نوفره لها، وتتحدى الظروف الصعبة التى تحيط بها، وتثبت خطأ الإعلام السطحى الذى يردد مقولة الذين يدعون من مكاتبهم المكيفة أن القراءة تتراجع وأن الجيل الجديد لا يقرأ.
أما مسابقة القراءة الكبرى فهى جديرة هى الأخرى بأن نتوقف عندها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية