تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أحمد بهاء الدين
مرت يوم الخميس الماضى الذكرى الـ٢٧ لرحيل الكاتب الصحفى الكبير أحمد بهاء الدين صاحب القلم الرشيق والعبارة الأنيقة، الذى تعددت اهتماماته ما بين السياسة والاقتصاد والثقافة والفنون، وربما كان أيضا من أوائل من أدخلوا الاهتمام بالبيئة وبالتخطيط العمرانى وجمالياته إلى دائرة اهتمام القارئ العادى، وقد تميزت كتابات أحمد بهاء الدين ببعد عربى واضح جعل تأثيره يتخطى حدود بلاده ليكتسب حضورا راسخا فى وطنه الأكبر، خاصة فى المشرق العربى وفى دول الخليج حيث عاش بضع سنوات من عمره، وقد اقترب أحمد بهاء الدين من جميع الحكام الذين عاصرهم، سواء المصريين أو العرب، وصادق منهم الكثيرين، لكنه لم يحسب فى أى وقت على أى منهم، كان ذا شخصية هادئة وديعة غير صدامية، لكنه كان دائما صاحب فكر مستقل، لا يكتب إلا ما يؤمن به، فاحترمه أعداؤه قبل أصدقائه، فرغم إيمانه الراسخ بفكر عبد الناصر التحررى، وبقوميته العربية، وسعيه لتحقيق العدالة الاجتماعية، ورغم ودفاعه عنه فى ظل الحملة الشرسة التى انطلقت خلال سنوات حكم السادات، فقد وجدنا السادات نفسه يسعى إليه، ويقربه منه، ويوليه رئاسة تحرير «الأهرام»، وفى الأهرام كتب مقاله الشهير عن عبد الناصر الذى افتتحه بعبارة: «سوف يبقى كبيرا بعد أن يذهب كل من هاجموه..»، كما كان هو الذى هاجم عشوائية سياسة الانفتاح الذى سماه «انفتاح السداح مداح» فصارت من بعده مثلا. وقد ظل أحمد بهاء الدين فى كل كتاباته وبكل أفكاره رمزا للعقل الواعى المستنير الذى نحتاجه اليوم أكثر من أى وقت مضى، فالفكر المتخلف مازال يعشش فى العقول، والدعوة لتجديد الخطاب الدينى يعطلها رجال الدين، ومع ذلك تمر ذكرى رجل الفكر المتقدم والتنوير مرور الكرام وقد كانت مناسبة سانحة لإحياء رسالته المتقدمة والاستفادة من آرائه التى كلما عدت إليها وجدتها صالحة لليوم كما كانت للأمس، إنى أنبه من الآن: إن الذكرى المئوية لميلاد أحمد بهاء الدين ستحل عام 2027، أى بعد ثلاث سنوات فقط، فلماذا لا نبدأ الاستعداد لها من الآن لتكون مناسبة قومية كبرى تليق بما قدمه صاحبها للوطن.. وتفيدنا فى معركتنا الحالية ضد التخلف؟!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية