تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
احترام رأى الشعب
روى لى المهندس سميح ساويرس أنه عرض على الحكومة السويسرية منذ سنوات مشروعا سياحيا ضخما سيحول إحدى القرى السويسرية إلى منطقة سياحية من الطراز الأول، لكن الحكومة أخبرته أنها لا تستطيع الموافقة له على المشروع قبل أن تستطلع رأى سكان القرية أنفسهم، تذكرت ذلك وأنا أقرأ الخطاب الصادر من مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمرانى اللواء مهندس أمير سيد أحمد إلى السيد شريف سيف النصر رئيس مجلس إدارة نادى الجزيرة الرياضى بشأن مشروع إقامة جراج للسيارات أسفل أرض النادى، هو مجرد خطاب من ورقة واحدة لكنه يجسد أحد المتغيرات المهمة التى نعيشها اليوم والتى لم تكن ممكنة فى عهد ما قبل ثورتى 25 يناير و30 يونيو، فقد شغل هذا المشروع الخلافى سكان الزمالك وأعضاء النادى والكثيرين من قادة الرأى فى مختلف وسائل الإعلام، لما يمثله من خطورة على النادى ومبانيه وأعضائه من الأطفال وكبار السن طوال فترة الفحت ودخول البولدوزرات والمعدات الثقيلة لحدائق النادى الذى يعود تاريخه إلى عام 1882 والمسجل كأثر من آثار القاهرة، لقد عقد مجلس إدارة النادى اجتماعا طارئا لبحث هذا الموضوع الذى أثار موجة عارمة من الغضب بين الأعضاء، وقرر المجلس بإجماع أعضائه إعلان رفضهم لمقترح إقامة الجراج أسفل حدائقه، بعد أن دعيت إدارة النادى لإجتماع مع الوزارات المعنية لدراسة المقترح، لكن مستشار رئيس الجمهورية بادر بإرسال خطاب لرئيس النادى قال فيه: يرجى التفضل بالإحاطة بأنه نتيجة لصدور قرار لمجلس إدارة النادى بعدم الموافقة على تنفيذ المقترح فقد تقرر إلغاء الاجتماع المزمع إقامته، وإلغاء الدراسة المرورية لمستقبل المنطقة، وقد تم إرسال صورة من الخطاب لبقية أطراف الاجتماع الملغى وهم وزراء الشباب والرياضة والتنمية المحلية والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية ومحافظ القاهرة، بما يعنى أن المشروع الذى طرحته الدولة ولم يوافق عليه أعضاء النادى تم صرف النظر عنه، وبذلك فإن الدولة التى لم تكن تلتفت لرأى الشعب فى الماضى رأت أن تحترم رأيه، وتلك بادرة يجب ألا تمر دون التحية، وعقبال حديقة الأندلس التى سنعود إليها فى مقال تال.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية