تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > محمد سلطان > مهرجو الشاشة : التريند قبل الحقيقة

مهرجو الشاشة : التريند قبل الحقيقة

‭<  ‬أثناء‭ ‬تجوّلى‭ ‬بين‭ ‬القنوات،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬برامج‭ ‬‮«‬توك‭ ‬شو‮»‬‭ ‬أو‭ ‬رياضة‭ ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬أشمُّ‭ - ‬أحيانًا‭ - ‬رائحةً‭ ‬غير‭ ‬طيبة‭ ‬لا‭ ‬تُخطئها‭ ‬أنوف‭ ‬مَن‭ ‬يتحسَّسون‭ ‬الحقَّ‭ ‬والموضوعية‭. ‬فأتأكد‭ ‬أن‭ ‬الكلمة‭ ‬قد‭ ‬أصبحت‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬‮«‬سلعةً‭ ‬منخفضةَ‭ ‬السعر‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬تتحول‭ ‬الشاشة‭ ‬إلى‭ ‬سوق،‭ ‬ويصير‭ ‬‮«‬الخداع‮»‬‭ ‬مهنةً،‭ ‬و»التزوير‮»‬‭ ‬صنعةً،‭ ‬ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬‮«‬فن‭ ‬التشخيص‮»‬‭ ‬على‭ ‬المسرح‭. ‬فيَطلُّ‭ ‬علينا‭ ‬‮«‬فارسُ‭ ‬الكلمة‭ ‬المأجورة‮»‬‭ ‬ليقلب‭ ‬الحقائق،‭ ‬فيصبح‭ ‬الشاهدُ‭ ‬متَّهمًا،‭ ‬وتُقدَّم‭ ‬الكذبةُ‭ ‬كخبرٍ‭! ‬كلُّ‭ ‬هذا‭ ‬تحت‭ ‬شعارات‭ ‬برَّاقة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الحرية‮»‬‭ ‬و»الإبداع‮»‬‭!‬

للأسف،‭ ‬هناك‭ ‬مَن‭ ‬يتقن‭ ‬فن‭ ‬‮«‬التطبيل‮»‬،‭ ‬كأنه‭ ‬مبتدئٌ‭ ‬يسعى‭ ‬للصعود‭ ‬السريع،‭ ‬فيرضى‭ ‬ذاك‭ ‬أو‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الحقيقة‭ ‬والأخلاق‭. ‬ويقدّم‭ ‬دروسًا‭ ‬للنشء‭ ‬فى‭ ‬‮«‬كيف‭ ‬تبيع‭ ‬ضميرك‭ ‬وتظهر‭ ‬كبطل؟‮»‬‭ ‬عبر‭ ‬دورات‭ ‬مكثفة‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬فى‭ ‬‮«‬التمثيل‭ ‬خارج‭ ‬المسرح‮»‬‭. ‬إنه‭ ‬تجسيد‭ ‬حى‭ ‬للسقوط‭ ‬الأخلاقى؛‭ ‬حيث‭ ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬‮«‬التريند‮» ‬‭ ‬وإرضاء‭ ‬مَن‭ ‬يدفع،‭ ‬وفق‭ ‬مذهبهم‭: ‬‮«‬السعر‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬القيمة‮»‬‭.. ‬وستجد‭ ‬خبراءَ‭ ‬فى‭ ‬صنع‭ ‬الفضائح‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬شيء،‭ ‬وتجارة‭ ‬الحقائق‭ ‬المزيفة‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬‮«‬النقد‭ ‬البناء‮»‬‭. ‬فكن‭ ‬حذرًا‭ ‬أيها‭ ‬المشاهد،‭ ‬ولا‭ ‬تكن‭ ‬فريسة‭ ‬فى‭ ‬زمن‭ ‬المصلحة‭ ‬والرقص‭ ‬على‭ ‬أنقاض‭ ‬المصداقية‭.. ‬ولعنة‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬زمنٍ‭ ‬تضيع‭ ‬فيه‭ ‬قيمةُ‭ ‬الكلمة‭ ‬فى‭ ‬تيار‭ ‬المصالح،‭ ‬وتكون‭ ‬خيانة‭ ‬أمانتها‭ ‬أمرًا‭ ‬معتادًا‭. ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬الزمن‭ ‬سيدرك‭ ‬هؤلاء‭ ‬ومن‭ ‬يتابعونه‭ ‬بأن‭ ‬مَن‭ ‬يشوه‭ ‬الحقائق‭ ‬لا‭ ‬يسقط‭ ‬مهنيًا‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أخلاقيًا،‭ ‬وأن‭ ‬مساومةَ‭ ‬الحقيقة‭ ‬عار‭ ‬وخيانة‭ ‬للضمير‭ ‬قبل‭ ‬أى‭ ‬شيء‭.‬

آخر‭ ‬كلام

 ‬لا‭ ‬تستهين‭ ‬بقوتك‭ ‬الفردية،‭ ‬ولكن‭ ‬تذكر‭ ‬أن‭ ‬الأنهار‭ ‬الصغيرة‭ ‬تصنع‭ ‬معًا‭ ‬محيطًا‭ ‬يُغرق‭ ‬أعتى‭ ‬السفن‭.‬

  ‬لا‭ ‬تنتظر‭ ‬أن‭ ‬تهبّ‭ ‬عواصف‭ ‬الحياة‭ ‬فى‭ ‬صفك،‭ ‬بل‭ ‬تعلّم‭ ‬كيف‭ ‬تبحر‭ ‬ضد‭ ‬التيار‭. ‬فالإنسان‭ ‬ليس‭ ‬بقوة‭ ‬الرياح‭ ‬التى‭ ‬تواجهه،‭ ‬بل‭ ‬بمهارته‭ ‬فى‭ ‬فرد‭ ‬الشراع‭ ‬الذى‭ ‬يقطع‭ ‬به‭ ‬المسافات‭.‬

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية