تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
من يحل لغز محيي إسماعيل ؟!
رغم التاريخ الفني المحدود للفنان محيي إسماعيل، ورغم أنه توقف عن التمثيل منذ سنوت طويلة، إلا أنه ما يزال يثير الجدل، ويحفظ لنفسه مكاناً دائماً فى أبواب أخبار الفن ومواقع "السوشيال ميديا"، بما يقوم به من مواقف غريبة وتصرفات غير متوقعة، وآخرها الغياب عن ندوة تكريمه فى المهرجان القومي للمسرح، والتصريح المدهش الذي أدلى به كمبرر لرفضه التكريم والندوة، وهو أنه لا يعنيه كثيرا الحصول على شهادة تقدير لأنها مجرد ورقة، وأنه يفضل التكريم المادي، وأن يحصل على تمثال من الذهب يشبه التمثال الذي يحصل عليه الفائزون بجائزة الأوسكار، لأنه ليس أقل منهم فى شىء.
والحقيقة أن هذه اللهجة المتعالية، والتي لا تتناسب إطلاقاً مع حجم أعماله وإنجازاته الفنية، ليست غريبة عليه، وهي السبب فى تهافت البرامج على استضافته، لأنه يجلب لها الإعلانات، ويحقق نسب مشاهدة عالية للغاية، بسبب إجاباته الطريفة وردوده المضحكة، وحكاياته العجيبة التي تخاصم العقل والمنطق، وتذكر المشاهدين بشخصية "الفشار" فى السينما.
والحقيقة أن الفنان الراحل عبد السلام النابلسي هو أفضل من أدى شخصية "الفشار" على الشاشة، ولم ينافسه فى تجسيد هذا الدور ببراعة سوى نجم الكوميديا الكبير محمد صبحي من خلال شخصية "علي بيه مظهر"، والتي كان لها الفضل الكبير فى تحقيق شهرته حينما قدمها فى مسلسل من تأليف الراحل لينين الرملي، ثم حولها بعد سنوات إلى فيلم شاركته بطولته سمية الألفي لم يصادفه نفس النجاح، وقال فى برنامج تليفزيوني إنه استوحى ملامح تلك الشخصية من والده.
ولا شك أن هذه الشخصية موجودة فى الواقع، ونصادفها كثيراً فى حياتنا اليومية، ويعاني أصحابها من تلك النزعة المرضية للظهور بمظهر يختلف عن حقيقتهم الفعلية منذ الصغر، وأذكر زميلاً من أيام الجامعة كان يسكن فى حي شعبى قريب من حى آخر راقٍ، وظل يكذب ويدعى أنه يعيش فى حى الأثرياء، حتى انكشف أمره على طريقة فيلم "أنا لا أكذب ولكنى أتجمل" للنجم الأسمر الراحل أحمد زكى، وكان موقفه مخزياً وتركته الفتاة التى كان يحبها، لا لأنه يسكن فى حى شعبى عشوائى، ولكن لأنه كذب عليها وعلى الجميع!.
ومع الأسف فإن حب "الفشخرة" والسعي إلى الشهرة بأي طريقة، حتى ولو كان ذلك عن طريق الكذب، واختلاق انتصارات وهمية ونجاحات غير حقيقية، بل و"فبركة" مواقف لم تحدث فى الواقع، ومعظمها عن أشخاص غادروا الحياة، ولا يستطيعون أن يكذبوا الراوي، ومحاولة إدعاء الشخص مكانة ليست له، والإحساس الدائم بالدونية ومركبات النقص، ومحاولة إخفاء هذا الإحساس من خلال التعامل مع الآخرين بغرور وعنجهية، كلها أسباب وراء أكاذيب كثيرة نسمعها ونقرأها كل يوم ، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحولت إلى "فاترينة" كبيرة للتباهي والتظاهر.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية