تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > محمد رفعت > سناء وكنعان .. زواج الصحافة و الفن

سناء وكنعان .. زواج الصحافة و الفن

تلميذة بضفاير فاجأها بعد عدة زيارات ومحاورات بأنه يريد رسمها للغلاف.. جاءت بها محاضرة للعملاق مصطفى أمين لطلبة صحافة آداب القاهرة وطلب كتابة خبر عن محاضرته، فاختار بعضاً ممن أرسلوا ليتدربوا فى «أخبار اليوم» منهم سناء البيسى التى كتبت بوضوح وشجاعة: يا أستاذ لم أفهم شيئاً بسبب دخان سيجارتك!

وبدأ شعاع أول شرارة حب ونظرة من بعيد لبعيد..
"خاف من فارق السن (34 أمام 17) أى ضعف العمر.. لكنى حطيته فى دماغي.. فالحب عليك هو المكتوب يا ولدي".. هكذا وصفت سناء قصة تعلقها بعدنان.
وأضافت: "بدأ يأتينى بالشيكولاتة من محل «الأمريكين» وتبادل النظرات عبر زجاج غرفة الأبحاث الصحفية، وكنا وغيرنا قصص حب جميلة فى شارع الصحافة .. وتجاسرت وقدمت له رسوماتى وكنت متأثرة بخطوطه فمزقها وألقاها فى سلة المهملات ليعلمني.. .لا تقلدى الآخرين ولكن هم من يقلدونك..
وكانت " فى حضن الزهر".. أول لوحة يرسمها لها.. فتاة حالمة ببلوفر أسود.. فى رقبتها إيشارب أصفر، شعرها فى شكل طاقية فاحمة السواد، تحتضن فازة بنية اللون يخرج منها أفرع زهر المشمش ويداها متشابكتان بأصابع طويلة رفيعة .. فى يمناها خاتم ذهبى به فص أسود يبرق.

وفى مساء الخميس 11 ديسمبر 1962 توج الحب بالزواج ونشر أبو نظارة فى (أخبار الناس) بالأخبار صباح الجمعة خبراً ومعه صورتان شخصيتان للعروسين: "تم أمس عقد قران سناء البيسى المحررة بأخبار اليوم إلى الرسام كنعان وسافرا إلى بورسعيد لقضاء شهر العسل". والحقيقة أنهما لم يسافرا واختفيا فى مرسم القلعة وزفت بفستانها العادى "دون فستان زفاف أبيض" .
وكتب أحد تلامذتها، المبدع عمر طاهر يصف علاقة الحب بين سناء وكنعان، قائلاً:" استقرت المحررة الناجحة صاحبة الباب الشهير «قيل وقال» فى فيلا تطل على أبراج حمام نادى الصيد فى المهندسين، فى بيت رجل يقول عنه المقربون إنه قلق دائم التساؤل
لا تنقطع عن روحه دهشة الأطفال.

يرسم فى كل مكان وبكلتا يديه، شهيته للرسم
لا تتوقف، يخطط ويقود طوال الوقت ثورات فنية، من الثورة فى تصميم الأغلفة إلى فن الكولاج، رجل هوايته جمع ورق الكرتون والعلب الفارغة ليعيد تشكيلها فى لوحات، ويعشق التوقف أمام الجدران المتهالكة وتأمل توقيع الزمن عليها، يصدر أحكامه ويعترف لها : «أخاف السعادة عندما تصبح إقامة جبرية، هناك سجون لم تُخلق للفنانين».

استقرت "سناء" فى صحبة رجل يفيض بالأفكار والخواطر الفنية طوال الوقت، تلف خلفه فى المنزل تسجل ما يقول وتتلقى فيض نفسه الذى يعجز عن اختزانه..

لم تكن صحبته سهلة، تقول الفتاة بعد سنوات: «أتدحرج يوما بعد آخر فى مشوار حبى الطويل معه أصطدم بالحجارة والصخور والمستحيلات ولا أنتبه إلى آثار الجراح على قدمى ولا آثار الخدوش فى يدي.. كنت أحلم أن يحبنى الفنان ".

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية