تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
وللمشجع حق الاعتزال!
الزمان: صيف 1982 من القرن الماضى.
المكان: القلج البلد بمحافظة القليوبية واستاد القاهرة بمدينة نصر.
الحدث: مباراة ودية بين الزمالك وفريق مونشين جلاد باخ الألماني.
غادرت منزلى فى السيدة زينب إلى محطة رمسيس لركوب قطار شبين فى طريقى إلى القلج التى يفصل بينها وبين المرج محطة واحدة اسمها «عزبة 23 يوليو»، ولماذا القلج لأن بها صديق الدراسة ورفيق رحلة الصحافة «نعمان الزياتي»، نائب رئيس تحرير الأهرام الاقتصادى السابق، والزملكاوى العتيد أيامها كان أيضا السؤال الذى ما زال حتى اليوم: يا ترى المباراة مذاعة تليفزيونيا أم لا؟
عادة كانت المباراة يفاجأ المشجعون بإذاعتها، إلا فى هذه المباراة والتى لم تذع فعليا إلا على الراديو، أول خمس دقائق سجل طه بصرى هدفاً برأسه، وراودتنا النفس الإمارة بالسوء أن الزمالك سيعيد ملحمة وستهام عام 1966 والتى فاز فيها 5/1 وكان طه بصرى أيضا بين نجومها.
هرعت أنا ونعمان إلى الشارع لنستوقف أول تاكسى أبيض وأسود صادفنا وهيا على استاد القاهرة، وصلنا الملعب قبل نهاية الشوط الأول، كان هناك المئات الذين حذوا حذونا وهرعوا إلى الاستاد بعد أن تيقنوا أن المباراة غير مذاعة تليفزيونيا، أنتهى الشوط الأول بالتعادل 1/1.
كانت صدمتنا أن على خليل المهاجم الفذ لا يلعب وما هى إلا دقائق من الشوط الثانى وفوجئنا به يقوم بالتسخين خارج خط التماس وكان الفريق الألمانى قد أحرز هدفه الثانى وأثناء التسخين الذى يقوم به على خليل أرسل له أحد زملائه الكرة وهو لم يؤذن له بالدخول إلى الملعب وخروج البديل، وكانت صدمة للجماهير التى أيقنت أن معظم اللاعبين خارج «الفورمة»، حتى إن أحدهم لا يدرك أن زميله داخل الملعب أم خارجه.
انتهت المباراة بهزيمة الزمالك وخروج جماهيره محبطة مطأطئة الرأس.
أيامها لم تكن القاهرة قد عرفت الميكروباصات كانت فقط أتوبيسات النقل العام المخصصة بلافتة «خدمة الاستاد»، والشاطر طبعا من يعرف الركوب فيها وسط كل هذه الأعداد الغفيرة، لم يكن أمامنا حل سوى السير إلى ميدان العباسية لعل وعسى نجد مواصلة تنقلنا إلى بيوتنا ولكن هيهات هيهات وكان القرار أن أكمل المشوار سيرا على الأقدام والزياتى سار إلى محطة مصر. وصلنا إلى البيت ليلا بعد مباراة بدأت عصرا، وكان القرار اعتزال التشجيع، اشمعنى اللاعب من حقه يعتزل، أنا أيضا كمشجع من حقى الاعتزال.. الذى مضى عليه 42 عاماً!!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية