تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

ما هكذا تورد الإبل

زمان منذ عقدين أو أكثر وقبل أن يجتاح الهاتف الذكى حياتنا ويصبح معظم أفراد الشعب يحملون كاميرا تصوير فى أيديهم، بعضهم يبحث عن الترند من أجل حفنة دولارات وآخرون يسجلون ما ألم بهم من مشاكل مع الجيران مثلًا أو فى الشارع أو غيرها سواء تمسه مباشرة أو غريبة عن تقاليدنا وأعرافنا ووصل الأمر إلى أن بعضهم احترف صناعة المحتوى على مختلف التطبيقات الإلكترونية، منها الصالح المفيد وأكثرها الطالح الذى يسعى إلى - ما يطلقون عليه -«الترند» من أجل أن تتحول حفنة الدولارات المبحوث عنها إلى كوم من العملة الصعبة يكتظ بها حسابه المصرفى.

فى عهد ما قبل الهاتف أبوكاميرا كان المسئولون من وزراء أو محافظين أوغيرهم تصحبهم كاميرات مصوّر فوتوغرافيا من المنتسبين إلى إدارة الإعلام فى الجهة التى قام وزيرها أو محافظها بجولته، بعد ظهور كاميرا الفيديو أصبحت تعمل إلى جنب عمل المصور الفوتوغرافي، وكان الهدف توثيق هذه الجولات لتتصدر لوحة ديوان المحافظة أو الوزارة ويتم رفعها مع أول جولة تالية أما شرائط الفيديو فيتم تأريخها وأرشفتها فى مكتبة الإعلام لتوثيق دور المسئول وأنشطته فى المتابعة، هذا طبعًا فضلًا عن كاميرا الصحف والتليفزيون التى كان يسمح لها -زمان - بمصاحبة المسئول وتوثيق جولته بالنشر الورقى فى الصحف أو البث تليفزيونيًا.
 

بعد ظهور الهاتف الذكى والزحام الذى يتسبب فيه ممثلو المواقع الإليكترونية، أصبحت أعداد كبيرة تتوافد على مكان الحدث وهو ما نراه فى جنازات المشاهير - مثلًا-  فكان القرار غير المعلن من معظم المسئولين أن يكتفوا بموظفى الإعلام حاملى الهواتف الذكية فضلًا عن تعيين متحدث رسمى لكل وزارة أو هيئة ترسل نسخًا من البيان الوحيد من الجولة أو الاجتماع لكل الدنيا من مواقع أو صحف وتنشر كلها أو تبث خبرًا مكررًا تطالعه بنفس النص على هاتفك الذكى حتى أخبار الحوادث التى كان يتفنن الرواد فى كتابتها أصبحت نشرة يتم صياغتها بأسلوب محاضر الشرطة ولا يكلف أحد خاطره بإعادة صياغتها بإسلوب صحفى خوفًا من أن يسبقه موقع آخر بالبث خلال الدقائق التى قد يعتبرها مضيعة للوقت إذا قام بإعادة الصياغة.

وأفهم أن يلجأ صناع المحتوى إلى محاولة الانتشار وتحقيق الترند ولكن لا أستوعب أبدًا أن يقوم موظفو الإعلام فى جهة حكومية بتصوير الجولة بالهاتف ثم رفعها على مواقع التواصل وهى محاولة لاسترضاء وزيرهم أو محافظهم ولا يهم ألف باء المونتاج والتنقيح واستخراج ما يليق باسم معالى الوزير أو سعادة المحافظ دون أن يجرح شعور مديرة مدرسة مثلًا تحمل الدكتوراة ويسبب لها إحراجًا أمام ذويها قبل طلابها ومرؤوسيها.

مؤكد أن السيد المسئول لا يبحث عن الترند ولا يسعى إلى إثبات وجوده ولكنه يحتاج فعلًا إلى خبير إعلامى يقدم له النصيحة على ما يجب أن يبث عن جولته الميدانية وما لا يجب بعد أن صار الأمر «سداح مداح».

وما هكذا تورد الإبل يا أسيادنا.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية