تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

كهول وشيوخ.. ولكن!

رغم دخولى بدايات العقد الثامن من العمر إلا أننى لا أتعصب أبداً لأقرانى من الشيوخ والكهول أياً كان مجال عملهم، وطالما أشرت فيما أخطه من سطور تحتويها مقالاتى التى أكتبها بانتظام منذ ما يزيد على عشرين عاماً بأن كل جيل جديد له أدواته وآلياته التى يكتسبها منذ نعومة أظافره والتى تفوق بالطبع ما اكتسبته أجيال قبله والسبب - فى رأيى - بسيط للغاية وهو التقدم التكنولوجى المتسارع الذى أصبح من العسير على أمثالى ملاحقته وما أيسر استيعابه على الأجيال الجديدة والدليل من منا شيخاً أو كهلاً لم يلجأ لأولاده وربما أحفاده لمعاونته فى فك ما يعتبره طلاسم فى هاتفه الذكى

وربما بعد شرح طويل من الابن أو الحفيد ينسى الكهل إجابة ما سأل عنه فى أقل من سويعات معدودة ليعيد الكرة فى السؤال وينتظر الإجابة التى قد يقدمها الابن أو الحفيد على مضض معرباً عن اندهاشه من عدم إلمام جده أو أبيه بما يعتبره السهل اليسير.

وإذا كانت الأرضية لم تعد مشتركة بين الأجداد والأبناء والأحفاد، حيث كان قوامها فيما مضى القراءة والكتابة إلا أنها أصبحت فى ظل الثورة الرقمية أرضيتين الأولى يتشبث بها مثلى وهو من عاش  فى الأوراق عمره والثانية هى أرضية التكنولوجيا التى يقف عليها بثبات الأبناء والأحفاد.
 

انشطار الأرضية المشتركة إلى اثنتين لا يعنى أبداً انفصال تواصل الأجيال الكبار شيوخاً وكهولاً بمحتواهم المعرفى خاصة العلماء والمفكرين والصغار بما حباهم الله فى عصر الرقمنة من مهارات يتعجب لها الشيوخ.

هذا التواصل الذى يجعل المجتمع يتشكل كمثل لوحة من الفسيفساء لا يمكن أن نفصل بعضها عن البعض وإلا افتقدنا جمال اللوحة وتأثيرها.

هذا الحديث بمناسبة ما أثير عن اختيار أعضاء المجلس الأعلى للثقافة والذين يبلغ متوسط أعمارهم ثمانين عاما وتناسى المنتقدون أن هؤلاء الرموز يقودون لجاناً تبوأ فيها الأصغر سناً من مفكرين ومثقفين مكانتهم ولم يجر إغفالهم أو التغاضى عنهم.

ودعونا نذكر المعترضين بنماذج كانت قد تخطت التسعين وظلت على توهجها الفكرى سواء فى أحاديثهم الشفهية أو كتاباتهم -الجورنالجى محمد حسنين هيكل نموذجاً - ومعنا هنا فى صحيفة الأخبار أستاذنا الكبير جلال عارف الذى يكتب مقالاً يومياً فى هذه الصفحة وإجازته منها هى الجمعة فقط، وأيضاً الكاتب الكبير عبدالقادر شهيب صاحب القلم الرصين السلس فى تناوله العميق فى فكره والاثنان عارف وشهيب يمثلان المدرسة الصحفية التى تتجسد فى السهل الممتنع.

العطاء الإنسانى ليس له حدود طالما أنعم الله على صاحبه بالصحة والعافية ومنها عافية العقل والوجدان السوي.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية