كل هذه المعاناة والمآسى الانسانية فى غزة لم تشف لأهلها بالحصول على الحرية والاستقلال من الاحتلال الإسرائيلى . حكومة إسرائيل المتطرفة تلوح  من جديد  للخطة العملاقة التى اتفق عليها السفاح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكى دونالد ترامب لليوم التالى بعد الحرب بغزة . الخطة نُسجت بسرّية بالبيت الأبيض !. وتستهدف ربط الشرق بالغرب من خلال غزة  باتفاق مع الهند ودول الخليج  من خلال إقامة طريق سريع للبضائع من الهند والشرق الأقصى  مرورا بالشرق الأوسط  إلى أوروبا والولايات المتحدة  بتكاليف مئات مليارات الدولارات. وهى رد أمريكى على مبادرة «الحزام والطريق» التى استثمرت فيها الصين أكثر من تريليون دولار خلال العقد الماضي. كل هذا بهدف الهيمنة على الاقتصاد والتجارة العالمية .وانشاء تحالف دبلوماسى اقتصادى  طاقوى . وتصبح إسرائيل نقطة وصل مركزية فى هذا المسار الذى يهدف إلى تجاوز مبادرة «الحزام والطريق» الصينية.
لهذا ليس غريبا ان يعلن أمس  وزير المالية الإسرائيلى المتطرف سموتريتش «الضم الأمني» لشمال قطاع غزة وان رئيس أركان الجيش الإسرائيلى إيال زامير «يؤيد الفكرة»، وقال إن غزة ستصبح «جزءا لا يتجزأ من دولة إسرائيل». وهو ما يكشف هدف السفاح نتنياهو فى تدمير غزة وطرد سكانها . وما يؤكد عدم اهتمام إسرائيل باسراهم !.
هذا المخطط ينفذ على أرض الواقع بالإبادة الجماعية بالتجويع والتدمير والتهجير لشعب غزة وسط صمت عالمى مخز وانتهاك لقرارات الشرعية الدولية وغياب للعدالة الدولية  وصمت قاتل للأمة العربية والإسلامية . هم يخططون ويرسمون المستقبل  والعالم يهيم فى الصمت من حولهم  ويتغاضى عن أبشع جرائم الحرب فى التاريخ  ولم يبادر أحد لكبح جماح السفاح نتنياهو قاتل النساء والأطفال.
لابد للعرب ان يتمسكوا بالحقوق المشروعة وفق قرارات الأمم المتحدة وأولها اقامة الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان وجنوب سوريا . والخطوة الأهم عدم التطبيع مع الكيان الصهيونى دون اتفاق سلام دائم وشامل فى المنطقة .   
دعاء : اللهم انصر أمتنا العربية