لم يمر وقت طويل على عمليات منصات النصب الإليكترونية الأخيرة، حتى يقع ما يقرب من مليون مواطن فى عملية يقدرها البعض بمليار دولار!.

منذ عام تقريبًا تم ضبط عملية نصب راح ضحيتها الآلاف من المواطنين. وكل يوم تحدث عمليات كثيرة على مستوى أصغر. وطالما حذرت الحكومة وحذرنا من عمليات النصب الإليكترونية، لكن يبدو أن لا أحد يتعظ. ويبدو أن المواطن يجره إلى الفخ طمعه ونهمه إلى وهم الكسب السريع من دون أن يأخذ حذره.

ويبدو أن الجهل وعدم الوعى والإدراك بخدع التكنولوجيا تسبب خسائر جمة للمواطن والدولة. كما يبدو لى أن الحكومة تحتاج إلى فهم أكبر لعقلية مثل هؤلاء لجذب مدخراتهم فى البنوك الرسمية. وبالتالى فإن على الحكومة أن تدرس هذه العقليات بجدية، وأن تبحث إجراءات جديدة تمكن بها استثمار مدخرات المصريين فى الإنتاج.

لقد حذرت وزارة الداخلية، مرات عديدة، المواطنين من التعامل مع التطبيقات المجهولة المصدر التى يتم بثها عبر شبكة الإنترنت بزعم تحقيقها أرباحًا مالية سريعة لعدم تعرضهم للنصب والاحتيال وفقدان أموالهم. وأرى أن هناك مهامًا كبرى على وسائل الإعلام والتوعية وخطباء المساجد والكنائس، لتحذير المواطنين من هذا الخداع الإليكترونى، من خلال عمليات توعية مستمرة. حيث ثبت أن عمليات الاحتيال الإليكترونى تتزايد بطرق وأساليب مختلفة. لكن للأسف لا يزال البعض ينساقون وراء وهم الثراء السريع.

استغل القائمون على منصة «FBC» سذاجة الناس، واستولوا على ما يقرب من 6 مليارات دولار، وأغلقت حسابها !. شاهدت دموع ضحايا المنصة على الشاشات ومنصات السوشيال ميديا، ولم أتعاطف معهم!. اعتبرهم جزءًا من الجريمة الكبرى التى وقعوا فيها، وأوقعوا الدولة فيها!.

لقد نجحت وزارة الداخلية فى القبض على العاملين بالمنصة، بينما فر البعض، وتجرى تحقيقاتها، وهو جهد مشكور. أتمنى معالجة تشريعية حازمة من البرلمان لمواجهة النصب الإليكترونى.
دعاء: اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا.