تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
كيف حول الذكاء الاصطناعي الألعاب لأدوات تجسس
هل سبق لك أن تساءلت عن تلك الأداة التي لا تفارقك، هل هي حقاً مجرد وسيلة للتواصل والترفيه، أم أنها بوابة لعالم آخر من المراقبة الرقمية؟
تصريح بنيامين نتنياهو الأخير حول هواتف سامسونج التي تحمل تطبيقات مرتبطة بإسرائيل، فتح النقاش على مصراعيه، وأجبر الكثيرين على مواجهة حقيقة ربما كانت غائبة عن أذهانهم: هاتفك ليس ملكًا لك وحدك.
خلف الأيقونات الجذابة لألعاب بسيطة مثل «كاندي كراش» أو «بابل»، يختبئ ما هو أكثر من مجرد التسلية. بعض التطبيقات، سواء كانت مثبتة مسبقًا على هاتفك أو تلك التي قمت بتثبيتها بنفسك، ليست بريئة كما تبدو، فهي تعمل في الخلفية على جمع كم هائل من البيانات دون أن تلاحظ، فهي تقوم لحظياً بتسجيل موقعك الجغرافي، وبصمة جهازك الفريدة ip، وحتى تفاصيل سلوكك داخل التطبيق.
المثير للاهتمام أن شركة مثل "ironSource" الإسرائيلية، والتي تنتج بعض التطبيقات المثبتة مسبقاً، مثل AppCloud
وهو البرنامج المثبت مسبقاً على هواتقف سامسونج ، تختص بدمج تقنياتها في آلاف الألعاب والتطبيقات الشهيرة.
فما تراه أنت كمجرد إعلان أو ميزة إضافية داخل اللعبة، هو في الحقيقة بوابة لجمع وتحليل معلوماتك الشخصية. فاللعبة التي تلعبها لتقتل بها الوقت، أصبحت أداة لجمع بياناتك.
الذكاء الاصطناعي.. المحلل الخفي
لكن جمع البيانات وحده لا يكفي. هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي، الذي يحول هذه البيانات الأولية إلى قوة تحليلية هائلة. فالخوارزميات الذكية لا تكتفي بتسجيل نقراتك وحركاتك، بل تذهب أعمق من ذلك. فهي تفهم ميولك وتحلله، وتتنبأ باهتماماتك وخططك المستقبللية ، وتحدد الأوقات التي تكون فيها أكثر تفاعلاً باعتباره التوقيت الذهبي لإرسال إعلانات أو إشعارات .
باختصار، كل إشعار، وكل لعبة، وكل نقرة، تضاف إلى ملف رقمي متكامل عن شخصيتك، مما يجعل التنبؤ بسلوكك المستقبلي أمرًا ممكنًا.
من الشخصي إلى العالمي
مراقبة الأفراد ليست نهاية القصة. فالبيانات التي يتم جمعها ترتبط بمليارات المستخدمين حول العالم، لتشكيل صورة جماعية أكبر. عن طريق تلك الأنماط الجماعية، واتي من خلالها يمكن فهم ميول المجتمع ككل، اهتماماته السياسية، تحركاته. وبهذا ، يتحول هاتفك المحمول من أداة شخصية إلى جزء من شبكة معلوماتية دولية ضخمة.
لقد بدأت الحدود بين التجسس على الدول والتجسس على الأفراد في التلاشي. فبات هاتفك، الذي كان يُفترض أن يكون وسيلة بسيطة للتسلية، مساحةً تحلل فيها الخوارزميات كل حركة تقوم بها، وتصبح أنت - المواطن العادي - في قلب معركة رقمية لا تعرف عنها شيئًا.
كيف تحمي خصوصيتك؟
الوعي هو خط الدفاع الأول. فكلما ازددت معرفة بالطرق التي يتم بها جمع بياناتك، كلما أصبحت أكثر قدرة على حماية خصوصيتك. قبل أن تقوم بتثبيت أي تطبيق جديد، راجع أذوناته ، اسأل نفسك: هل يحتاج هذا التطبيق للوصول إلى موقعي أو جهات اتصالي؟ كن حذراً من الإشعارات التي تطلب منك الموافقة على شروط غامضة ، وهي الشروط التي عادة لا تكلف نفسك في قراءتها .
في النهاية، لم يعد هاتفك مجرد جهاز، بل أصبح نافذة تطل على حياتك، والخوارزميات تراقبك... حتى وأنت مسترخي على الأريكة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية