حالة من الترقب والحذر والاستعداد المتسارع والمكثف تسود الجانبين المتصارعين فى الحرب الأوكرانية الروسية، انتظارًا وتحسبًا لما هو متوقع من هجمات لكل من الطرفين على الطرف الآخر خلال الأسابيع القادمة.

الجانب الأوكرانى وأمامه ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية ومساعداتها العسكرية غير المحدودة بالمعدات والسلاح والخبراء والمعلومات، ومعها وبجوارها المساعدات الأوروبية المستمرة من حلف الناتو بكل أعضائه، يتحدثون عن هجوم الربيع القادم ضد القوات الروسية.
والهدف المعلن ذو شقين كلاهما مهم وضرورى من وجهة نظرهم، الأول هو استرجاع الأراضى والمدن الأوكرانية التى استولت عليها روسيا منذ بداية الحرب فى فبراير العام الماضى وحتى الآن،..، ولكنهم يضيفون إليها أيضًا جزيرة القرم التى استولت عليها روسيا من قبل، وهو ما يعنى أن الهدف المعلن هو استعادة كل الأراضى التى سبق لروسيا الاستيلاء عليها من أوكرانيا منذ ٢٠١٤ وحتى الآن.
أما الشق الثانى.. ولعله هو الأهم من وجهة النظر الأمريكية، وهو إطالة الحرب فى أوكرانيا ومحاولة إنزال أكبر قدر من الخسائر المؤثرة بالجانب الروسى، والعمل على زيادة تورط وغرق روسيا فى المستنقع الأوكرانى بهدف استنزافها عسكريًا واقتصاديًا،..، وإذا أمكن هزيمتها أو إضعافها على أقل تقدير.
وفى هذه الحالة وكما يأمل الجانب الأمريكى والأوروبى، يتم استبعاد وإخراج روسيا تمامًا من الحسابات الخاصة بالوجود المؤثر فى قيادة النظام الدولى الحالى أو الجديد، الذى تجرى عمليات الإعداد والترتيب له الآن على قدم وساق، وسط صراع الديناصورات الأمريكى الروسى الصينى المحتدم حاليًا على كل المستويات الاقتصادية والعسكرية.

وبالطبع هذا الهدف لم يعد خافيًا على الجانب الروسى حاليًا حتى ولو كانت روسيا لم تنتبه له قبل بدء الحرب فى فبراير العام الماضى،..، وبالتالى فهى الأخرى لديها خططها لمواجهة الهدف الأمريكى الأوروبى الأوكرانى، حيث تستعد هى الأخرى لهجوم الربيع،..، وهو ما يعنى أن كلا الجانبين يستعد لهجوم كاسح فى الربيع الحالى، أى أن الحرب المشتعلة والقائمة حاليًا ما زالت مستمرة وحتى إشعار آخر،..، وعلينا على الأقل الانتظار لما سيحدث فى هجوم الربيع على الجانبين.