يحتاج الأمر إلى الكثير من ضبط النفس والسيطرة على الانفعال للتفكير بحكمة والنظر بموضوعية، فى كيفية اصلاح المنظومة المختلة لكرة القدم المصرية، والبحث عن علاج ناجع لأزمتها التى انكشفت تحت وقع ما جرى وكان خلال كأس العرب.

هذا الضبط وتلك السيطرة لازمان لإعادة الاتزان والحد من ردود الافعال الجامحة التى اندفع إليها البعض منا، فور واقعة الخروج الحزين والسيئ للمنتخب الثانى من البطولة، بعد الأداء بالغ الضعف فى المباريات الثلاث التى خاضها والذى بلغ ذروة المأساة فى المباراة الأخيرة مع الاردن الشقيق.

وإذا ما فعلنا ذلك فلابد أن نضع نصب أعيننا، أنه ليس المطلوب أن نعيد اختراع العجلة من جديد، أو أن نأتى بما لم يأت به الأوائل، أو أن نسلك طريقًا جديداً لم يسلكه أحد غيرنا من قبل.

ولكن المطلوب بكل بساطة هو أن ننظر فيما فعلته الدول الأخرى، سواء فى أمريكا اللاتينية أو أوروبا أو آسيا وأيضاً فى أفريقيا، للنهوض بالرياضة بصفة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، وأن نسير على نفس النهج بما يتناسب مع ظروفنا وطبيعة شعبنا.

وفى هذا السياق أحسب أن أمامنا الكثير من الدروس والعبر والخبرات، التى يمكن أن نستفيد منها ونأخذ بها فى معالجة الأزمة الحالية لمنظومة كرة القدم عندنا، وأمامنا الكثير والعديد من التجارب والمدارس بطول العالم وعرضه التى يمكن أن نستفيد منها، وخاصة التجربة المغربية وأيضًا الأردنية.

وأزيد على ذلك بالتأكيد على أن لدينا الكثير من الخبرات المحلية والكفاءات البارزة، التى يمكنها أن تقوم بدور فعال فى معالجة الأزمة والنهوض بكرة القدم المصرية، بكل ما تضمه فى جنباتها من تخصصات وخبرات فى الإدارة والتدريب واكتشاف المواهب، والإعداد الجيد للاعبين، على أسس علمية وفنية مدروسة ومعمول بها فى  مدارس كرة القدم العالمية، سواء الأوروبية والآسيوية وأمريكا اللاتينية وأيضًا الإفريقية والعربية، ولعلى لا أبالغ إذا ما قلت إننى واثق من قدرتنا على تجاوز الأزمة والتغلب عليها، إذا ما أخذنا الأمور بالجدية الواجبة وأعددنا خطة واضحة ومحددة، وبرنامجًا زمنيًا يتم الالتزام به والعمل على تنفيذه بدقة وتجرد بعيدًا عن العشوائية والمجاملات والفساد المالى والإدارى.