رغم التأكيدات الأمريكية المتوالية عن عدم علمها المسبق بما جرى ويجرى فى سوريا،..، وبالرغم من الانكار التركى المتكرر لوجود اى صلة لها بالأحداث التى وقعت وتقع على الأراضى السورية، وما تم من الزحف والاحتلال لمنطقة «حلب» و «إدلب» فى الشمال السورى، من جانب الميلشيات والفصائل المسلحة المسماة «هيئة تحرير الشام» «جبهة النصرة» سابقا، والتى كانت ولا تزال جزءا من «تنظيم القاعدة» ثم «داعش» بعد ذلك ومعه.

رغم هذا وبالرغم من ذلك إلا أن الواقع على الأرض فى الشمال السورى يؤكد عدم صحة النفى الأمريكى للمعرفة والاطلاع، وعدم قابلية الإنكار التركى ايضا للتصديق على الاطلاق.

بل إن الوقائع التى جرت فى الشمال السورى تؤكد بما لا يقبل الشك التورط التركى الكامل فى كل ما جرى ويجرى، كما تؤكد فى ذات الوقت استحالة عدم العلم الأمريكى بهذا الذى جرى ويجرى،..، حيث الوقائع التى حدثت مساء الأربعاء الماضى لم تحدث فجأة ودون اعداد وترتيب وتخطيط مسبق لكل هذا الذى حدث.

وطبقا للتقارير والأخبار المتسربة من منطقة الشمال السورى والحدود التركية السورية، بات معلوما أن الإعداد والتجهيز لما جرى من اجتياح واحتلال للميليشيات المسلحة لمنطقة «حلب» ثم «إدلب» احتاج إلى تجميع مسبق لهذه المجموعات البالغ عددها قرابة «الثمانين ألف مقاتل»، ثم تدريبهم وإعدادهم لتنفيذ ما هو مخطط ومرسوم لهم.

وعملية التجميع والتجهيز والتدريب تلك تستغرق عدة أشهر حتى تكون هذه المجموعات مؤهلة ومدربة للقيام بالمهمة الموكلة إليها.

ومن البديهى انه لا يمكن أن يتم ذلك دون علم الولايات المتحدة الأمريكية المتواجدة بالفعل على الأراضى السورية، منذ عام «2012» وحتى اليوم،..، كما لا يمكن ان يتم ذلك فى المنطقة الخاضعة للنفوذ والتواجد التركى دون علم تركيا ودون خضوع كل ذلك للاشراف المباشر من جانب السلطات التركية، خاصة أن تجميع وتسليح وتدريب ما يقارب الثمانين ألفا ليس بالعملية الصغيرة أو المحدودة التى يمكن اخفاؤها.

ويبقى السؤال حول دور إسرائيل فى هذا الذى جرى ويجرى بالشمال السورى،..، وفى ذلك لا بد أن تتم الإشارة والالتفات إلى توافق بدء عملية الهجوم والزحف والاحتلال مع موعد الإعلان عن وقف العدوان الإسرائيلى على لبنان.

كما يجب الالتفات أيضا إلى التهديدات التى صدرت من إسرائيل إلى سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، وأثناء العدوان الإسرائيلى على لبنان، وخاصة تلك التى وجهها «نتنياهو» إلى الرئيس السورى «الأسد» والتى ذكر فيها أن «الأسد» يلعب بالنار، وان هذه النار ستحرق يده.