تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

عودة طابا للوطن الأم

فى مسيرة الشعوب والدول لحظات عظيمة وأيام فارقة ذات دلالة بالغة القيمة، من الصعب بل من المستحيل تجاهلها أو نسيانها بأى صورة من الصور، رغم تعاقب الأزمنة ومرور السنين.

من هذه اللحظات وتلك الأيام ذلك الوهج الوطنى الساطع الذى جرت وقائعه فى مثل يوم «الأمس التاسع عشر من مارس» عام ١٩٨٩ منذ «٣٦ عاماً»، وهو اليوم الذى تم فيه رفع العلم المصرى على منطقة طابا، إيذانا وإعلانا للعالم كله بعودتها إلى السيادة المصرية، وانضوائها مرة أخرى فى مكانها الطبيعى والعزيز على قلب كل مواطن مصرى فى حضن الوطن الأم.
 

فى صباح ذلك اليوم الخالد فى المسيرة الوطنية المصرية، تم إنزال العلم الإسرائيلى ورفع العلم المصرى على منطقة طابا، ليرفرف برياح الحرية والانتماء فوق ذلك الجزء الغالى من الوطن، فى تأكيد للإصرار المصرى الدائم على عدم التفريط فى أى حبة رمل من أرضها المقدسة، تحت أى ظرف من الظروف. 

فى هذا اليوم المجيد، كنت موجودا ومعى الزميل العزيز المصور الكبير الراحل «مكرم جاد الكريم» رحمه الله، فى موقع الحدث العظيم، كى ننقل بالقلم والصورة لقراء «الأخبار» ملامح وتفاصيل ذلك الحدث الوطنى المهم، الذى كانت مصر كلها تتطلع إليه بشوق كامل حتى يكتمل جهدها العظيم فى تحرير سيناء، بعد حرب أكتوبر المجيدة والمنتصرة، واستعادتها بالكامل لكل اراضيها إلى حضن الوطن الأم.

كانت لحظة مليئة بمشاعر الفخر والاعتزاز بنجاح مصر الكبير فى استعادتها لكامل ترابها الوطني، الذى بدأت تحقيقه بعبورها العظيم لقناة السويس إلى الضفة الشرقية وانتصارها على جيش الاحتلال، ثم المفاوضات التى كانت وبحق معركة دبلوماسية وسياسية بالغة القوة والحكمة والذكاء.

ولمن لم يعاصروا هذه اللحظات الفارقة من شبابنا وجيلنا المعاصر، نقول إن عودة طابا استغرقت سبع سنوات كاملة من التفاوض الشاق، وانتهت باللجوء إلى التحكيم الدولي، الذى أصدر حكمه يوم التاسع والعشرين من سبتمبر ١٩٨٨ بأن طابا مصرية مائة بالمائة وأن كل الادعاءات الإسرائيلية بشأنها باطلة ولا يعتد بها،...، ورغم صدور حكم المحكمة إلا أن إسرائيل حاولت المماطلة فى التنفيذ،...، ولكن صلابة مصر وموقف القيادة السياسية الرافض لكل المساومات والمماطلات أجبرها على التنفيذ والرضوخ،..، وعادت طابا إلى حضن الوطن الأم فى التاسع عشر من مارس ١٩٨٩.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية