فى توقيت بالغ الدقة يشهد فيه العالم صراعات تهدد العمل الدولى متعدد الأطراف، وتهدد أيضا نفاد وصلاحية منظومة الأسس والقواعد والمبادئ التى يستند إليها النظام الدولى منذ عام ١٩٤٥ وحتى الآن، اتت الرؤية المصرية الواضحة والمحددة التى تضمنتها كلمة مصر فى اجتماع القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الاعضاء فى تجمع البريكس التى عقدت فى البرازيل أول أمس الإثنين، لمناقشة المستجدات على الساحة الدولية وتبادل الرؤى وبحث سبل مواجهة التحديات التى تلقى بظلالها على الدول النامية.

الرؤية المصرية أكدت أن المشهد الدولى الحالى أصبح غارقا فى إزدواجية فاضحة فى المعايير، وانتهاك سافر للقانون الدولى دون أى أكتراث أو مساءلة، فى ظل الافلات الممنهج من العقاب، وهو ما يؤدى إلى تقويض أسس السلم والأمن الدوليين، ويعيد البشرية إلى أجواء الفوضى واللا قانون، ويكرس استخدام القوة لفرض الإرادة وتحقيق الأهداف على حساب الشرعية والعدالة الدولية.
 

وأكد الرئيس السيسى فى كلمته الموجهة للقمة الاستثنائية أن ازدواجية المعايير وغيبة العدالة وانتهاك القانون الدولى، أدى إلى تفاقم الأزمات الدولية واشتعال الصراعات واندلاع الحروب، وارتكاب الجرائم المروعة من قتل وتدمير، وتآكل المصداقية فى منظومة الأمم المتحدة، مما دفع العديد من الدول للمطالبة بإصلاح شامل للمنظومة وآليات عمل مجلس الأمن، وإلغاء حق «الفيتو» النقض الذى عطل عمل المجلس فى مهمته الأساسية ودوره المحورى فى حفظ الأمن والسلم الدوليين.

وأشار الرئيس بوضوح إلى التحديات الجسيمة التى تواجه العالم حاليا، مما يتطلب التعاون والتنسيق بين دول مجموعة البريكس لمواجهتها،..، وشدد على الارتباط بين ما تشهده المنطقة العربية والشرق أوسطية من أزمات متلاحقة وغياب للتنمية وللسلام والأمن فى ظل العدوان الغاشم والحرب الاسرائيلية اللاإنسانية على الشعب الفلسطينى. وهو ما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وفى هذا السياق أكد الرئيس موقف مصر الواضح الرافض بشكل قاطع لتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم وأرضهم، كما أكد السعى المصرى الدائم لوقف إطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين والأسرى، والوقف النهائى للعدوان وللحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى،..، والعمل على تحقيق السلام الشامل فى إطار حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة فى الضفة وغزة وعاصمتها القدس العربية.