تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

ثورة جموع الشعب

للحقيقة والتاريخ لم تكن ثورة الثلاثين من يونيو «٢٠١٣»، تعبيرا عن رغبة عارمة لإزاحة حاكم متسلط وتنصيب آخر، أكثر منه رشدا وعقلانية،..، كما لم تكن مجرد توجه لتغيير نظام الحكم وأن يُستبدل به نظام آخر، أكثر عدلا وحكمة واعتدالا.


لكنها فى حقيقتها وجوهرها كانت أكبر من ذلك وأخطر بكثير،..، كانت تحرك أمة ونهوض شعب لاستعادة وطنه من خاطفيه، وإعادة مصر إلى مصريتها وإنقاذها من المصير المظلم والمستقبل المجهول الذى كانت تهوى إليه، مدفوعة بجماعة الإفك والضلال والتطرف والإرهاب، التى سيطرت عليها وأمسكت بخناقها وقبضت على مقاعد الحكم والسلطة.

كانت ثورة شعب هب مدافعا عن هويته الوطنية، ومنقذا لواقع ومستقبل الوطن والدولة من جماعة الإفك والضلال، التى كانت تسوقها إلى غياهب الرجعية والتخلف والضياع، فى اتفاق اجرامى ومؤامرة خسيسة مع قوى الشر الإقليمية والدولية، الساعية إلى هدم الدولة المصرية وإسقاطها فى غياهب الظلام وتبديد هويتها وكيانها.

كانت ثورة الثلاثين من يونيو تعبيرا صادقا عن إرادة جموع الشعب المصرى، الذى اجتاحته موجات الغضب العارم رفضا لتوجهات وسياسات وأهداف الحاكم الفاشل وجماعته المتطرفة، المتآمرين على الوطن والدولة والشعب.

هبت الثورة بعد أن نفد صبر الشعب وفرغت طاقته على الاحتمال، وهو يرى وطنه وقد راح يفقد هويته، وأصبح غريبا عن واقعه وتاريخه ودوره،..، وهو ما جعل النهوض ضرورة والتحرك الشامل لكل جموع الشعب لازما وحتميا، لإنقاذ الدولة واستعادة الوطن.

من أجل ذلك كله كان خروج جموع الشعب بالملايين، فى كل ميادين وشوارع ومدن مصر المحروسة فى الثلاثين من يونيو منذ اثنى عشر عاما، ضرورة حتمية للإعلان عن إرادة الشعب وممارسة حقهم الطبيعى والمشروع فى استعادة هوية الوطن، وتحديد مصير الدولة وإنقاذها من السقوط والتفكك والانهيار والضياع.

ولأجل ذلك شهد العالم أجمع خروج الملايين من أبناء مصر بطول البلاد وعرضها، فى ثورة شعبية هائلة وغير مسبوقة فى تاريخ الأمم والشعوب، للتعبير عن إرادة الأمة المصرية فى استعادة الوطن من خاطفيه.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية