قبل اجتماع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بساعات قليلة، وقبل وأثناء مغادرة نتنياهو إسرائيل متوجها إلى فلوريدا حيث مدينة ميامى التى عقد بها الاجتماع،..،

كان الطيران الإسرائيلى يمارس عادته اليومية العدوانية، فى قصف العديد من المواقع الفلسطينية فى غزة، ويقوم بتدمير العديد من البنايات والمساكن والخيام، وقتل المزيد من النساء والأطفال والشباب الفلسطينيين الباقين على قيد الحياة فى غزة.

وفى ذات التوقيت كانت قوات الاحتلال تمارس عادتها أيضا، فى الاعتداء على المخيمات والقرى والبيوت الفلسطينية فى الضفة الغربية، وتعتقل المزيد من أبناء الشعب الفلسطينى وتقتل من يتصدى لها ولو برفض ما تقوم به.

والواقع والحقيقة.. أن إسرائيل تفعل ذلك بصورة يومية ومستمرة قبل وبعد إعلان الخطة الأمريكية للسلام ووقف إطلاق النار وتوقف الحرب التى أعلنت فى قمة السلام بشرم الشيخ والتى تم إقرارها واعتمادها فى قرار مجلس الأمن رقم «٢٨٠٣».. والمفترض أن الرئيس الأمريكى كان يتابع ويدرك ما يحدث، حيث إن الواقع والحقيقة يؤكدان أن إسرائيل مازالت تحاول وتسعى بكل الجهد للتملص من الالتزام بنصوص مبادرة السلام الأمريكية، وأنها مازالت ماضية فى خرق وقف إطلاق النار ووقف الحرب ولم توقف اعتداءاتها المستمرة على الفلسطينيين فى غزة وفى الضفة أيضا.والمفترض أيضاً أن الرئيس الأمريكى بات مدركا إصرار الحكومة الإسرائيلية وبنيامين نتنياهو بالذات، على عدم الالتزام بقرار مجلس الأمن والمبادرة الأمريكية للسلام، القاضية بطى صفحة العدوان والتوجه إلى السلام والاستقرار،..، بل إنه يسعى إلى عكس ذلك تماماً.

ولكننا فوجئنا كما فوجئ العالم كله بأن الرئيس الأمريكى ترامب يقول فى لقائه مع نتنياهو، إنه ليس قلقاً مما تفعله إسرائيل، حيث إنها التزمت بوقف القتال، ولكنه قلق بما يفعله الآخرون.. أو ما لا يفعلونه قاصداً حماس.

وفى هذا الخصوص نقول بوضوح أن ما يجرى يلقى مسئولية كبيرة على الولايات المتحدة بوصفها صاحبة مبادرة السلام، وعليها التزام أدبى وإقليمى ودولى بالسعى لتطبيق هذه المبادرة وإنفاذها، وإلزام إسرائيل بتنفيذها بصدق وجدية.. خاصة أنها أمريكا صاحبة القول الفصل فى وقف الانتهاكات الإسرائيلية لو أرادت بصدق وجدية.

لذلك جاءت كلمات ترامب مفاجأة غير متوقعة وغير مرحب بها.

وهنا.. يبقى السؤال المطروح والباحث عن إجابة هو: هل تلتزم إسرائيل بوقف الاعتداءات التى تقوم بها، ويتم الانتقال إلى المرحلة الثانية من المبادرة.. أم لا؟!