تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

«مصر‭ ..‬والبريكس»

قد‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬المبكر‭ ‬الآن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬مجموعة‭ ‬‮ «‬البريكس‮» ‬‭ ‬ستُحدث‭ ‬تغييراً‭ ‬شاملاً‭ ‬فى‭ ‬النظام‭ ‬الاقتصادى‭ ‬الدولي،‭ ‬وأنها‭ ‬ستولد‭ ‬بدائل‭ ‬سريعة‭ ‬للمؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬الدولية‭ ‬القائمة‭ ‬الآن،‭ ‬والمهيمنة‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬التمويل‭ ‬للدول‭ ‬المحتاجة‭ ‬للدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬غير‭ ‬المواتية‭ ‬وغير‭ ‬المستقرة‭ ‬حالياً‭.‬

إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المأمول‭ ‬أن‭ ‬تستطيع‭ ‬مجموعة‭ ‬‮ «‬بريكس‮»‬ فتح‭ ‬الباب‭ ‬لوجود‭ ‬نهج‭ ‬مختلف‭ ‬لأدوات‭ ‬مالية‭ ‬جديدة‭ ‬للتمويل‭ ‬وتوفير‭ ‬آليات‭ ‬فعالة‭ ‬للتبادل‭ ‬السلعى‭ ‬بالعملات‭ ‬المحلية،‭ ‬بما‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬إمكانية‭ ‬التخفيف‭ ‬أو‭ ‬كسر‭ ‬هيمنة‭ ‬الدولار‭ ‬على‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬وتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬والعدالة‭ ‬فيها‭.‬

والمؤكد‭ ‬أن‭ ‬انضمام‭ ‬مصر‭ ‬لمجموعة‭ ‬أو‭ ‬تجمع‭ ‬‮ «‬بريكس‮» ‬‭ ‬وحضورها‭ ‬الفاعل‭ ‬والمؤثر‭ ‬فى‭ ‬اجتماعات‭ ‬،‭ ‬القمة‭ ‬السادسة‭ ‬عشرة‭ ‬التى‭ ‬تنطلق‭ ‬أعمالها‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬‮ «‬كازان‮» ‬‭ ‬الروسية‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬»‬تعزيز‭ ‬التعددية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التنمية‭ ‬والأمن‭ ‬العالميين‭ ‬العادلين».. ‬يعكس‭ ‬التقدير‭ ‬الدولى‭ ‬الكبير‭ ‬لثقل‭ ‬مصر‭ ‬السياسى‭ ‬والاقتصادى‭ ‬ودورها‭ ‬الإيجابى‭ ‬على‭ ‬الساحتين‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬المتصف‭ ‬بالحكمة‭ ‬والرشد.

والمؤكد‭ ‬أن‭ ‬انضمام‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬‮ «‬بريكس‮» ‬‭ ‬يأتى‭ ‬انعكاساً صحيحاً‭ ‬للدور‭ ‬المحورى‭ ‬والإقليمى‭ ‬لمصر،‭ ‬كقوة‭ ‬إقليمية‭ ‬عربية‭ ‬وأفريقية‭ ‬وشرق‭ ‬أوسطية،‭ ‬لها‭ ‬مكانتها‭ ‬وحضورها‭ ‬المؤثر‭ ‬داخل‭ ‬المنطقة‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولى‭ ‬بصفة‭ ‬عامة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬مركزاً‭ ‬محورياً‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬السياسى‭ ‬والاقتصادي‭.‬

وفى‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬فإن‭ ‬عضوية‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬البريكس‭ ‬وحضورها‭ ‬القمة،‭ ‬تأتى‭ ‬فى‭ ‬واقعها‭ ‬وجوهرها‭ ‬تتويجاً‭ ‬للجهود‭ ‬التى‭ ‬تبذلها‭ ‬وبذلتها‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬‮4102‬‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتنمية‭ ‬والتطوير‭ ‬والتحديث‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬الجديدة‭ ‬رغم‭ ‬الصعوبات‭ ‬الكثيرة‭ ‬والتحديات‭ ‬المتعددة‭ ‬التى‭ ‬تواجهها‭ ‬مصر‭ ‬طوال‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭.‬

وفى‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬نستطيع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬الأهمية‭ ‬الخاصة‭ ‬للقمة‭ ‬الحالية‭ ‬لمجموعة ‭ ‬‮«‬بريكس‮» ‬‭ ‬نظراً‭ ‬لكونها‭ ‬القمة‭ ‬الأولى‭ ‬التى‭ ‬تُعقد‭ ‬بعد‭ ‬انضمام‭ ‬مصر‭ ‬رسمياً‭ ‬لعضوية‭ ‬المجموعة‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬الماضي،‭ ‬بعد‭ ‬موافقة‭ ‬القمة‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة‭ ‬التى‭ ‬انعقدت‭ ‬فى‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬العام‭ ‬الماضي.

ويستمد‭ ‬تكتل‭ ‬‮«‬بريكس‮»‬‭ ‬ أهميته‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬التجمعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ثقلاً‭ ‬وفاعلية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬حالياً،‭ ‬حيث‭ ‬يبلغ‭ ‬الناتج‭ ‬المحلى‭ ‬لأعضائه‭ ‬‮«03»‬‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬ويضم‭ ‬فى‭ ‬عضويته:‭ ‬روسيا‭ ‬والصين‭ ‬والهند‭ ‬وجنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬والبرازيل‭ ‬ومصر‭ ‬والإمارات‭ ‬والسعودية‭ ‬وإيران‭ ‬وإثيوبيا‭. ‬

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية